خاص-النقار
قد تبدو مسألة إنفاق سلطة صنعاء لمئات الملايين على الألعاب النارية التي اشتعلت بها المحافظات الخاضعة لسيطرتها عشية ذكرى المولد النبوي موضوعا دسما لإعلاميي وناشطي الطرف الآخر (سلطة المجلس الرئاسي) للحديث عن إهدار للمال العام من قبل جماعة أنصار الله وسلطتها الحاكمة في صنعاء، وللقول بأنه بدلا من إهدار تلك الأموال في الهواء كان الأحرى أن تشتري بها سلالا غذائية لإطعام آلاف الأسر التي تتضور جوعا.
وهنا لن يعدم إعلاميو وناشطو الجماعة جوابا يلقمون به أفواه أولئك مفاده أن فضيحة كشف الإعاشة الشهرية التي يتم صرفها من قبل سلطة عدن لمسؤوليها في الخارج تكفي للتوقف نهائيا عن أي حديث حول الفساد وإهدار المال العام.
بعيدا عن هذا كله ثمة أمر أكثر لفتا للنظر، وهو حديث بعض ناشطي الجماعة عن تمايز في توزيع الألعاب النارية بين منطقة ومنطقة، وذلك بحسب قربها أو بعدها من سلطة المركز في صعدة. فإب مثلا لن تحظى بالكمية نفسها التي ستحظى بها صعدة أو صنعاء، والألعاب النارية التي سيطلقها القيادي فلان أو المشرف علان لن تكون هي نفس الألعاب النارية التي سيطلقها مواطن عادي.
هذه المفارقة أفصحت عنها أصوات من داخل الجماعة عبرت عن استيائها من عدم عدالة توزيع الألعاب النارية، حيث تم احتكارها لمناطق وأسر نافذة بعينها.
وكمثال على حالة الاستياء تلك، كتب الناشط في الجماعة نشوان منصور الغولي منشورا احتجاجيا على فيسبوك قال فيه إن "توزيع الألعاب النارية في عمران ليلة أمس (مساء الأربعاء) تم بطريقة عشوائية وغير عادلة فحصدت بعض المكاتب التنفيذية النصيب الأكبر، أما بالنسبة للجبال المطلة على عمران والبنايات المرتفعة فلم تحصل على شيء للاسف، وحتى مكتبنا ولا قريحة".
في المقابل، يظهر القيادي عبدالسلام جحاف، المعين عضوا في مجلس الشورى، منتشيا في ذلك المساء وهو يطلق من سطح منزله نوعا خاصا من الألعاب النارية لا شك أن كثيرا من المساكين حسدوه عليها وهم يرونها تنفجر بشكل مغاير ومتميز. فمفرقعات عبد السلام جحاف وغيره من القيادات في صنعاء لا شك ستكون من النوع الضخم وغالية الثمن، وبالتالي ستكون أصوات انفجاراتها في السماء متميزة ومختلفة عن باقي الانفجارات.
بطبيعة الحال لا يمكن مقارنة قيادي صغير بحجم عبد السلام جحاف بقيادي ضخم بحجم محمد علي الحوثي مثلا، وبالتالي سيحضر الفارق هنا أيضا في طبيعة ونوعية الألعاب النارية التي حصل عليها الأخير، ولدرجة أن أحدا لن يستطيع أن يتخيل أي مفرقعات هي تلك التي أطلقها أبو أحمد أو محفوظ أو أبو جبريل.
وعليه هذا الاستياء المرير الذي ظهر في لغة الناشط الغولي، من توزيع الألعاب النارية بشكل غير عادل يجب على سلطة صنعاء أخذه بعين الاعتبار في المرة القادمة، بحيث تقوم بتوزيع ألعابها النارية على الجميع دون تمييز، وأن تكون ألعابا نارية من نوع واحد، دون تفريق بين مفرقعات أبو أحمد ومفرقعات أبو غدرة، فالكل عندها سواء، وليكن الشعار من الآن فصاعدا: لا طبقية ولا مناطقية، خصوصا في المفرقعات.