رشيد البروي
نظارته تحطّمت، وذراعه اليسرى أُصيبت بكسور، إضافة إلى شص آخر عند مفصل اليد، .. عند الساعة السابعة والنصف مساء، حين همّ بالنزول من سيارته برفقة طفله البالغ من العمر 5 سنوات، متوجهًا نحو منزله.. وفي تلك اللحظات التي فتح فيها باب سيارته المهترئة، باغته مايقارب 5 مسلحين، قال له أحدهم: «أنت فارس أبوبارعة .. ؟»، فأجابه : «لا، مش انا ..»، فردّ عليه: إلا أنت عادك تنكر.؟، ثم باشروه بالضرب واللكد والخفع بالعصي واعقاب البنادق كل هذا بداخل سيارته... كان ابنه يحتمي خلف ظهره، في مشهد يُذكرنا بماحدث للشهيد الفلسطيني محمد الدرة، حين كان إبنه يحتمي خلف ظهره ....وهكذا هم العظماء.
ولولا أن فارس استل سلاحه « الجنبية» ودافع بها عن نفسه وطفله، لأصبح الآن في خبر كان ... فرّ المعتدون بسيارتهم، بينما بقي فارس يتخبط من الألم، بلا نظارة ولا تلفون ، في الوقت الذي سمع فيه أحد أقاربه كركبة المضاربة لكنه لم يستوعب ما جرى... تم نقله إلى المستشفى، وأُبلغت الجهات الأمنية بالحادثة وإن شاء الله يتخذون إجراءاتهم اللازمة حيال القضية
زُرته مع عدد من الزملاء إلى المستشفى وحدثنا ماذا صار له، وسألته : هل تمكنت من التعرف عليهم أو من يقف خلفهم.. ؟ أجاب: هم مش ملثمين، لكن ماعرفتهم ابدا ولا ادري تبع من هم..؟! قلت له هل تعتقد أن لهم صلة بالمحافظ الصوفي كونك أسرفت في مهاجمته؟ قال: لاااا... ما اعتقدش وأستبعد ذلك تمامًا.
قلت له : هل ستعود لتجارة العسل ؟
المهم ...حمدا لله على سلامتك ايها الصديق الصلب، وشيء وارد أنك تتعرض لمثل هذا، كونك صحفي حر في زمن المطنبلين، بل ومن الطبيعي والمفترض أن تحتبس كل ثلاثة أعوام مره ، وتُضرب مرتين كل 5 أعوام... فأنت لسان حال المظلومين في زمن لم يعد هناك من يجرؤ على قول الحق وسلخ الفاسدين، ... يكفيك يافارس أنك تمثل صوت المظلومين الذين لايجدون من ينقل معاناتهم، وهم كُثر.... أفتخر بك، وأتمنى لك الشفاء والسلامة، ولا نامت أعين الجبناء.