خاص - النقار
انتهى معالي وزير المالية في حكومة صنعاء البروفيسور عبد الجبار أحمد الجرموزي من وضع الحلول والخطط الاستراتيجية التي أنقذت اليمن وجعلته في مصاف أكثر الدول والحكومات صرفا للمعاشات والمرتبات.
صحيح أن ذلك استغرق منه الكثير من الجهد والتعب والنصب حتى كاد أن ينسى نفسه ويهمل أحواله تماما. لكن والحمد لله ها هو ذا قد وضع كل شيء في مكانه الصحيح، خدمة منه لبلاده الحبيبة، فالخطة ماضية على قدم وساق في صرف نصف الراتب والموظفون أصبحوا يعانون من تخمة معاشية تتكرر معهم كل شهر أو كل أربعة أشهر، بحسب آلية الفئات الجرموزية المقررة، والضرائب والجمارك والزكاة وكل الأمور المالية تمضي وفقا لقانون واحد، ومكتب الجرموزي مفتوح لاستقبال الشكاوى التي قد ترد حتى من أناس مغرضين كمزارعي القات في منطقة الشرفين بمحافظة حجة، والتي يتلقاها معالي الوزير الجرموزي بكل رحابة صدر، لكون هؤلاء وأمثالهم يجهلون مصالح الوطن ولا يعلمون ما الذي يعنيه النظام الضريبي للنهوض بذلك الوطن. لكن هذا لا يمنع أن يسمح لهم الجرموزي وحكومته بتنظيم مظاهرة أو وقفة احتجاجية يعبرون فيها عن رأيهم ويتهمون من يشاؤون حتى لو كان المشاط نفسه أو مدير مكتبه أحمد حامد، فما بالك بالجرموزي والرهوي ومفتاح وبقية الفريق الحكومي الـ"ما بعد الإنقاذي".
وعليه، من حق الجرموزي هنا، وبعد كل ما قام به، أن يتفرغ لدراسات ما بعد البروفيسوية، وأن يظهر في صورة تحمل الكثير من الدلالات والتعابير سواء على مستوى القعدة أمام طاولة متواضعة عليها لابتوب مفتوح وعلبة مناديل ورقية نظرا لما ستقتضيه المناقشة من تعرق، وقاروة ماء وملف أوراق. أما الأهم فهو ما سيبدو من وراء الجرموزي، وهو شاشة رقمية عريضة تحوي ما يمكن أن يستدل به على مسألة قيمة. فعلى يسار الشاشة عنوان بالعربية والإنجليزية اسمه (مركز الإدارة العامة)، وفي المنتصف تماما هذا العنوان العريض: دور استراتيجية التمكين في إدارة التغيير بوزارة المالية.. خطة بحث مقدمة لمناقشة السيميار، إعداد الطالب عبد الجبار أحمد محمد.
وإذن فالعنوان بحد ذاته كاف لمعرفة المدلول العظيم لخطة البحث هذه، وذلك حتى لا يحدث خلط بحيث يُقرأ مثلا هكذا:(دور وزارة المالية في استراتيجية التغيير لإدارة التمكين)، فيخلتف المعنى أو يلتبس، وبالتالي هو عنوان دقيق اختير بعناية، وتلك ميزة جرموزية معروفة عنه بطبيعة الحال.
أما السيمنار هذه، فيبدو أنها مرحلة تأتي ما بعد بعد المشاطية، أو على رأي سعيد صالح بعد محطة البنزين على طول. لكن في عالم البحث العلمي والدراسات الأكاديمة فإنها تحتل مكانة مركزية كأداة علمية فاعلة لتنمية قدرات الباحثين. فهي ليست مجرد عرض لموضوع بحثي، بل منصة حيوية للنقاش والتفكير النقدي وتبادل الخبرات. ومن هنا كان لا بد من مناديل ورقية توضع أمام الجرموزي ليكون قد سبق كل نظائره متفوقا عليهم، بدءا بمهدي المشاط وانتهاء بآخر رسالة ماجستير قبل الإعدادية.