• الساعة الآن 01:37 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الإرياني ووزارة محاضر الاجتماعات العسكرية

news-details

خاص-النقار

كوزير معتبر لثلاث حقائب أكثر اعتبارية (إعلام، ثقافة، سياحة) يحدث للوزير في حكومة العليمي معمر الإرياني أن يزور للمرة الثالثة جبهات القتال ويترأس اجتماعا لـ"رؤساء الهيئات وقيادات المناطق العسكرية" والذين اصطفوا تباعا بدءا من رئيس هيئة الأركان وانتهاء بآخر رتبة استطاعت عدسة الكاميرا أن تلتقطها. 
لكن المشكلة ليست هنا، على الرغم من أنها المشكلة التي تجعل الإرياني محرجا من تعليقات المعلقين كلما أنزل على صفحته صور زيارة جديدة له إلى الجبهات، من كون مثل هكذا مكان وزيارات تجعل منه وزير الدفاع أيضا. 
المشكلة فقط هي أن معمر الإرياني هو الذي ينفذ الزيارة ويرأس الاجتماع وهو الذي يكتب محضر الاجتماع كمقرر أو كمراسل أخباري بصيغة الأنا، حيث يستهل محضره هكذا: "التقيت، ومعالي اخي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن البطل صغير بن عزيز، اجتماعا ضم رؤساء الهيئات وقيادات المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة ومدراء الدوائر ومستشاري رئيس هيئة الأركان...". 
وبين "معالي أخي" وما سيذكره الإرياني بعد تلك الفقرة مجال واسع للانتقال إلى الفقرات اللاحقة بشكل سلس، من مثل: "نقلت للحاضرين تحيات فخامة الرئيس..."، "عبرت عن سعادتي بتشريف فخامة الرئيس لي..."، "حييت رئيس هيئة الأركان العامة ورؤساء الهيئات والمناطق..."، "أوضحت أن الجميع يدرك حجم التضحيات..."، "خاطبت أبناء الجيش الوطني، بالقول: لستم وحدكم، فالشعب خلفكم..."، "أشرت إلى أن مليشيا الحوثي لم تعد مجرد خطر محلي أو تمرد داخلي، بل أصبحت مصنفة رسمياً كجماعة إرهابية من قبل عدد من الدول والمؤسسات...".
ثم يبدأ الإرياني بعد ذلك باستخدام حرف العطف الواو، وذلك حتى يتابع القارئ بشغف ولا يمل من المحضر الإخباري الطويل، حيث يقول: "وأردفت: "لقد أصبحت هذه المليشيا منبوذة، ومعزولة، ومحاصرة..."، "وتطرقت إلى أن مليشيا الحوثي في أضعف حالاتها داخلياً وخارجياً..."، "وأضفت بأن كل ذلك ينعكس مباشرة على الحوثي..."، "ووجهت رسالة إلى كل القيادات والقوى والمكونات الوطنية، وإلى قادة الفكر والإعلاميين، والنشطاء في كل الساحات لتوحيد الصف...". 
هنا يكون الإرياني قد انتهى من نفسه والتفت إلى الآخرين الذين حضروا الاجتماع وماذا قالوا، حتى يكون المحضر مشتملا على الدقة وبصيغته الخبرية بطبيعة الحال، كأن يستأنف هكذا: "من جانبه رحب رئيس هيئة الأركان العامة  معالي الفريق الركن البطل..."، "وأكد بن عزيز أن..."، "وأشاد معالي رئيس الأركان بتوجيهات فخامة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة"، ثم بعد كل ذاك يختتم محضره بالقول: "حضر الاجتماع، سعادة وسعادة وسعادة..." الخ، فتكون الزيارة قد تمت بحمد الله. 
وهنا على العليمي، كرئيس محلس قيادة أن يلتفت إلى تلك المسألة الهامة في أن يضيف حقيبة وزارية تكون مهمتها كتابة محاضر الاجتماعات الإريانية وإسنادها إليه، ولا بأس من إسناد وزارة الدفاع أيضا ليكون مجموع كل ذلك خمس حقائب ويد إريانية جديرة.
وبخصوص إرسال الإرياني من حين لآخر إلى ما تسميه حكومته جبهات العزة والإباء، واجتماعه بالضباط العسكريين وقادة الجبهات والمحاور والألوية، لا بد من القول إن الرسالة قد وصلت للحوثيين، وعرفوا أن المعارك لن تعود. وطالما أن الرسالة قد وصلت  فمن حق قائل أن يقول: يكفي إهانة للرتب العسكرية.

شارك الخبر: