• الساعة الآن 02:38 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

عدن.. المدينة التي تبحث عن نفسها في حقائب المتصارعين

news-details

خاص-النقار

حيث لا عدن في عدن، وحيث يبحث أبناؤها عن مدينتهم فلا يجدونها، يفرض الصيف جحيمه بلا رحمة، ويسرق ما بقي لهم من من بحر وهواء لم تحمله حقائب المغادرين معها، وهي تخرج محملة بالصفقات وعقود البيع. إنها المعادلة التي فرضها المتصارعون وقد حملوا معهم كل شيء وذهبوا هناك ليتحدثوا عن شكل دولتهم وعن عاصمتهم المؤقتة التي يبدو أن عقدا من الزمان كان كافيا لكي تصبح في أحسن أحوالها عاصمة افتراضية أو بروفايلا يمكن لشخص كالعليمي أن يجعل منه الخلفية الرئيسية لعقد لقاءاته وإلقاء خطاباته وإصدار قراراته. 
إنه الخارج الذي ذهبوا إليه جميعا وتركوا المدينة أتعس من كوخ وأضيق من غرفة فندقية يعيشونها معا كمجلس رئاسي وحكومة شرعية وأحزاب وكيانات وتكتلات وما إلى ذلك. ولا مقارنة كما يبدو بين مدينة فقدت كل شيء وبين غرفة فندقية لديها من الامتيازات ما يكفي لكي تكون بالنسبة لأولئك المتصارعين هي العاصمة الحقيقية للحكم وإصدار القرارات وإدارة شؤون الدولة، وليس لأحدهم أن يخاطر بمغادرتها أو حتى أن يفكر مجرد تفكير بالأمر. فعلى الأقل ثمة كهرباء وماء ومكيفات تجعل من الصيف وباقي فصول السنة وديعة زاهية. 
وأما عدن فيكفي أنهم وأبناءهم يشعرون بها في قلوبهم، ويحملونها معهم أينما ذهبوا، مثلما يكفيها وأبناءها أن البحر مازال محتفظا بملوحته ولم يترك للدموع وحدها أن تستأثر بتلك الخاصية، وبالتالي تلك النساء التي خرجن للتظاهر في جحيم الصيف وقيظ الشمس الحارقة يصرخن جوعا وألما ومرارة، يمكن لدمعهن أن يجف ولملحه أن يصبح زادا بلا خبز، في مدينة مسنودة إلى بحر بلا ماء وحياة بلا معنى.

شارك الخبر: