دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت ما أسماه "المراحل الأولى" لهجوم جديد على قطاع غزة بتنفيذه "ضربات مكثفة على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وعلى الرغم من الانتقادات الدولية المتزايدة لطريقة إدارته الحرب التي أثارها هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين إن جيش الاحتلال سيدخل قطاع غزة "بكل قوته" في الأيام المقبلة "لإكمال العملية. إكمال العملية يعني هزيمة حماس، ويعني تدمير حماس".
هذا، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت أنه "خلال اليوم الماضي (الجمعة)، شن "ضربات مكثفة" وأرسل "قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة".
وأضاف على مواقع التواصل الاجتماعي أن ذلك يأتي "في إطار المراحل الأولية لعملية -عربات جدعون- وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس".
ومن جهته، أكّد الدفاع المدني في غزة مقتل مئة فلسطيني على الأقل الجمعة بعد الإبلاغ عن مقتل 80 شخصا الأربعاء وأكثر من 100 الخميس.
"ننظر في أمر غزة..."
ومن جانبها، دعت حركة حماس الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ختام جولته الخليجية الجمعة "نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعا".
ويشار إلى أنه منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، تمنع إسرائيل منعا باتا دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ودعت حماس الجمعة الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يتضور سكانه جوعا وعطشا بعدما أطلقت الحركة سراح جندي إسرائيلي-أمريكي رهينة، هذا الأسبوع.
وقال المسؤول في الحركة طاهر النونو إن الحركة "تنتظر وتتوقع من الإدارة الأمريكية مزيدا من الضغوطات على حكومة (بنيامين) نتانياهو لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، الغذائية والدوائية والوقود للمشافي في قطاع غزة بشكل فوري".
وأشار إلى أن هذا كان جزءا من "التفاهمات مع الموفدين الأمريكيين خلال اللقاءات التي عقدت الأسبوع الماضي والتي بموجبها أطلقت الحركة سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي، عيدان ألكسندر".
وجاءت تصريحات النونو بعد يوم من تحذير حماس لترامب أن غزة "ليست للبيع"، ردا على تصريحات أبدى فيها رغبة في "أخذ" القطاع وتحويله إلى "منطقة حرية".
وتقدّر الأمم المتحدة أنّ 70 في المئة من قطاع غزة أصبح منطقة محظورة من جانب إسرائيل، أو شملتها أوامر الإخلاء.
"كارثة إنسانية" و"تطهير عرقي"
وعلى مدى الأسابيع الماضية، حذرت الوكالات التابعة للأمم المتحدة من أنّ كل المخزونات، من غذاء ومياه نظيفة ووقود وأدوية، وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن المستشفى الأوروبي وهو آخر مستشفى في القطاع يقدّم الرعاية لمرضى السرطان والقلب، توقف عن العمل بعدما أدى هجوم إسرائيلي الثلاثاء، إلى "إلحاق أضرار بالغة فيه وجعل الوصول إليه متعذّرا".
هذا، وأصدرت سبع دول أوروبية، بينها خمس اعترفت بدولة فلسطين، وهي إيرلندا وايسلندا وسلوفينيا وإسبانيا والنرويج، بيانا مشتركا يدين ما اعتبرته "كارثة إنسانية من صنع الإنسان" ويدعو إسرائيل إلى وضع حد للعمليات العسكرية ورفع الحصار.
وقالت حماس في بيان: "نثمن الموقف الإنساني والشجاع" للدول السبع.
وإلى ذلك، ندد المفوض السامي لحقوق الإنسان الجمعة بتكثيف إسرائيل هجماتها وسعيها كما يتضح لتهجير السكان بشكل دائم وهو ما قال إنه يرقى إلى "التطهير العرقي".
وقال فولكر تورك في بيان: "وابل القصف الأخير... وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية يؤكدان وجود توجه نحو تغيير ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويرقى إلى مستوى التطهير العرقي".
كما أكد مجلس أوروبا المكون من 46 دولة أن القطاع يعاني من "تجويع متعمد".
لكن إسرائيل تؤكد أنّ وقف المساعدات وتكثيف الضغط العسكري يهدف إلى إرغام حماس على الإفراج عن بقية الرهائن.
اقرأ أيضا"استخدام المساعدات كسلاح".. خطّة تقوم على تولي شركات خاصة مهام الأمم المتحدة في غزة
غير أنّ عضو المكتب السياسي في الحركة باسم نعيم، قال إنّ "الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مواتية وبناءة هو إلزام حكومة نتانياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية".
ويذكر أنه بعد هدنة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل في 18 آذار/مارس الماضي عملياتها العسكرية في غزة واستولت على مساحات شاسعة من القطاع. وأعلنت حكومة نتانياهو مطلع أيار/مايو خطة "لاحتلال" غزة، وهو أمر سيؤدي إلى نزوح "معظم" سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.