خاص
ظاهرة التسول من المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تواجه اليمن، حيث تزايدت هذه الظاهرة مؤخرا وبشكل لافت بفعل الصراع الدائر في اليمن منذ نحو تسع سنوات.
بكل سهولة، بإمكان المتجول في شوارع صنعاء ملاحظة الأعداد المتزايدة للمتسولين. بات الآلاف منهم ينتشرون في معظم الأحياء وقفزت أعدادهم، يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق والأسواق، يفترشون الأرصفة وأبواب المساجد والمحال التجارية والمنازل، أملا في الحصول على مساعدات مالية أو عينية لسد رمق جوعهم.
توجد عدة أسباب تؤدي إلى انتشار ظاهرة التسول في اليمن، من بينها الفقر والبطالة والنزاعات المسلحة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.
تؤثر هذه الأسباب على الأسر وتجبرها على إرسال أطفالها للتسول لكسب لقمة العيش. بالإضافة إلى ذلك، تعاني العديد من الأسر من قلة الدخل والفقر المدقع، مما يجعلها غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية.
تعتبر النساء أيضًا ضحايا لظاهرة التسول في اليمن. يجدن أنفسهن في حاجة إلى توفير لقمة العيش لأسرهن ويضطرن للتسول في الشوارع والأسواق. وعادة ما يكونون عرضة للانتهاكات والاستغلال الجنسي.
ووصلت أعداد المتسولين في اليمن، وفقًا لدراسة أجراها مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل في صنعاء، حديثا، إلى مليون ونصف المليون، وأغلبهم من النساء والأطفال، لكن باحثين اجتماعيين يشكّكون في هذه الإحصائية، ويؤكدون أن العدد يفوق ما توصلت إليه الدراسة بكثير.
وكانت نتائج استطلاع حول ظاهرة التسوّل في اليمن، كشفت أن أكثر الفئات اليمنية تسولًا 44% الأطفال، 39 % النساء، 13% المسنين، فيما 4% ذوي الإعاقة.
وحول سبب تفشي ظاهرة التسوّل في اليمن، اتفقت 57.4% من الآراء أنه الفقر، 19.1% وجود جهات داعمة للتسول، 8.5% ضعف التكافل الاجتماعي، 6.4% البطالة، 4.3% عدم دفع الراوتب، 4.3% الصراع.
وتشير تقارير محلية ودولية عدة، إلى أن ملايين اليمنيين بحاجة اليوم لمساعدات إنسانية عاجلة، في وقت ظهرت فيه مؤشرات المجاعة في أكثر من محافظة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت ، أن أكثر من 17 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الغذائية خلال العام الجاري 2023.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) -في بيان على تويتر- إن مستويات الجوع في اليمن لا تزال مرتفعة بشكل مثير للقلق، لافتا أن أكثر من نصف السكان (17 مليون شخص) بحاجة إلى مساعدات غذائية خلال العام الجاري.