• الساعة الآن 05:42 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حلال على الرجل حرام على المرأة.. تليفونات اللمس في فقه جماعة صنعاء

news-details

 

خاص | النقار 
الهواتف الذكية، أو تليفونات اللمس، ميزة يمكن من خلالها لجماعة كأنصار الله وسلطتها الحاكمة أن تستخدمها في مشروعها الجهادي الطويل، كالتقاط سيلفي جماعي من ميدان السبعين مثلا، أو إنشاء جروب في الواتس اب يضم أسماء بارزة كأبو محفوظ وأبو أحمد وأبو هاشم، أو حين يكون على نصر عامر أن يمارس حرب نفسية مرهقة ضد العدو الإسرائيلي فيخرج هاتفه اللمس ويكتب تغريدة بهذا الصدد أو إن لزم الأمر ينشر مقطعا مصورا يظهر فيه بكل وجهه فيبث الرعب في قلوب الأعداء، وهكذا. 
كما أن التوصيات عادة ما تكون باقتناء هواتف الآيفون بنسخها المكورة والمحدثة، باعتبار هذا النوع محصنا لا يمكن اختراقه أو تعقب صاحبه. صحيح أن الآيفون أمريكي الصنع، إلا أن ذلك لا يمنع المؤمنين من استخدام وسيلة كافرة هم أولى بها من الأمريكيين أنفسهم، بحيث لا مشكلة ولا تعارض مع مبدأ المقاطعة. 
المشكلة فقط هي حين تكون تلك الأجهزة في يد النساء، هنا تكون تليفونات اللمس بشتى أنواعها قد أصبحت مؤامرة أمريكية إسرائيلية تستهدف الشعب اليمني، ومنكرا شنيعا لا بد من محاربته والنهي عنه "للحفاظ على ديننا وشيمنا وقيمنا". 
أما ما شأن الدين والقيم والشيم هنا، فمسألة يبدو أن لها منطقا علميا وعقليا عند الجماعة قد تعقد بخصوصه مؤتمرا أو ندوة في قادم الأيام لتوضيح أن العلاقة بين أصابع المرأة وشاشة الهاتف اللمسية هي علاقة عكسية طردية في آن واحد تسمح للعدو النفاذ من خلالها إلى العمق وزعزعة تلك القيم والشيم، بل وزعزعة الدين برمته. 
إنما حتى لو لم يكن هناك مؤتمر بهذا الخصوص، لا بد من تنفيذ حملات توعية مجتمعية في الأرياف والمدن، وفي كل قرية إن وجدت فرصة، كما حدث في قرية جمل من أعمال محافظة ذمار، لتعريف المواطنين بخطورة الأمر وبضرورة أن يحرصوا على أن تظل أصابع أمهاتهم ونسائهم وبناتهم عن أي تليفون لمس. فتليفونات اللمس جعلها العدو أصلا لاستهداف النساء، وبالدرجة الأولى النساء المسلمات، وعلى وجه الخصوص النساء اليمنيات. هكذا يكون المؤمنون قد أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وحذروا المواطنين الذين لا يجدون قوت يومهم من مؤامرة تستهدف اليمن واليمنيين عبر هواتف اللمس التي في أيدي النساء. وستبقى الوثيقة القبلية الأنصارية التي تم تحريرها في قرية جمل هي المنطلق لغيرها من الوثائق ومواثيق الشرف، خصوصا وقد جاء فيها الآتي: "نظرا لما تواجهه بلادنا اليمن وغيرها من البلدان الإسلامية من الحروب الأمريكية والإسرائيلية العسكرية والفكرية ومن جملتها الحرب الناعمة، ونظرا للحفاظ على ديننا وشيمنا وقيمنا فنرجو من الجميع التوقيع على منع نسائنا وبناتنا من التليفونات اللمس منعا باتا". 
أما الفقرة التي تتحدث عن أن "من ثبت أن معها تليفون لمس بعد الاتفاق فيلزم وليها بدفع مبلغ عشرين ألف ريال"، فتخضع لظروف الزمان والمكان ولاجتهادات المؤمنين. أنفسهم في هذه المنطقة أو تلك، حيث يتيح الاجتهاد لصاحبه أن يوصل العقوبة حتى إلى الإعدام. ومن يدري...

شارك الخبر: