• الساعة الآن 12:06 PM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

تعرّف على ميناء رجائي.. قلب التجارة الإيرانية الذي اشتعل بالنيران

news-details

 

خاص - النقار
هزّ انفجار ضخم صباح السبت 26 أبريل 2025 قسم الحاويات في ميناء الشهيد رجائي جنوب إيران، تصاعد على أثره عمود أسود كثيف من الدخان،  وأكدت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية تسنيم أن الانفجار ناجم عن انفجار عدة حاويات مخزنة على رصيف الميناء ، فيما انطلقت تحقيقات لمعرفة السبب الفعلي (حتى الآن لا يوجد إعلان رسمي نهائي). المعلومات الأولية أوردت إصابة أكثر من ٤٠٠ شخصاً ، وهو رقم مرشح للزيادة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الانفجار قوي جداً؛ إذ شعر به سكان المدن القريبة وتهشّمت نوافذ على بعد عدة كيلومترات. وحسب مصدر رسمي ايراني، جرى تعليق الأنشطة في الميناء لإخماد الحريق.

خلفية تاريخية عن الميناء
يُعدّ ميناء الشهيد رجائي الجزء الحديث من ميناء بندر عباس الرئيسي في محافظة هرمزكان، على الساحل الشمالي لمضيق هرمز . يمتد الميناء على مساحة واسعة تقارب 2400 هكتار  وهو مصنف كمنطقة اقتصادية خاصة لتسهيل النشاط التجاري . سُمّي الميناء باسم رئيس الوزراء الإيراني الأسبق محمد علي رجائي (الذي اغتيل عام 1981) ويُعتبر من المشاريع الوطنية الكبرى التي جرى بناؤها وتطويرها على مدى عقود. بُني الميناء على مراحل منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، وشهد توسعات كبيرة في العقدين الأخيرين لاستيعاب سفن حاويات متقدمة. فقد أُنجزت المراحل الأولى التي أضافت أرصفة حاويات بطول إجمالي 1000 متر وعمق 17 مترًا لدعم الأحجام الجديدة ، وما تزال خطط التوسعة مستمرة لرفع الطاقة الإجمالية من 6 إلى 8 ملايين حاوية قياسية (TEU) .

أهمية الميناء اقتصادياً
ميناء شهيد رجائي هو أكبر ميناء حاويات في إيران وأحد أهم المنافذ البحرية التجارية في البلاد  . أرقام ومقاييس هامة:
    •    تبلغ طاقة الميناء نحو 70 مليون طن من البضائع سنوياً .
    •    يتعامل الميناء مع أكثر من 1.7 مليون حاوية قياسية (TEU) سنوياً (إحصائية حديثة) .
    •    سعته الحالية نحو 6 ملايين TEU للحاويات (مخطط زيادتها إلى 8 ملايين TEU في المستقبل) .
    •    يشكل الميناء أكثر من 85% من إجمالي حركة الشحن والتفريغ في جميع موانئ إيران .
    •    احتل المركز 44 عالمياً بين الموانئ الكبرى (وفق إحصائية عام 2011) .

يُعد ميناء بندر عباس (وبالتحديد «رجائي») بوابة إيران الرئيسة للتصدير والاستيراد، خصوصاً تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الحالية . فهو نقطة ربط رئيسية في شبكة الموانئ الإقليمية، ويتعامل مع صادرات نفطية وبتروكيماوية ومواد بناء وغيرها. وقد وصفه مراقبون بأنه «بوابة رئيسية» لاختراق العقوبات، وأكدوا أن تطويره ودعمه من أولويات الاقتصاد الإيراني  . باختصار، أي تعطيل أو تراجع في عمل هذا الميناء له انعكاسات مباشرة على حركة التجارة الإيرانية، من الواردات الحيوية إلى العائدات من الصادرات.

الميناء والنشاط النووي
لا يوجد تقرير رسمي يربط الانفجار الحالي بأي أنشطة نووية، لكن للميناء تاريخ من الأهمية الأمنية في بعض التقارير الغربية. فقد أشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن «طيد ووتر ميدل إيست» (شركة تشغيل موانئ يملكها الحرس الثوري الإيراني) كانت تدير محطة الحاويات في ميناء رجائي وتستخدمها في شحنات مشبوهة . وفي مستندات تلك الوزارة وُثّق حادثة عام 2009 حين اكتُشفت شحنة أسلحة ذات صلة ببرنامج عسكري إيراني محملة من هذا الميناء . كما خضع الميناء سابقاً لهجمات إلكترونية (عام 2020) نُسبت إلى إسرائيل بهدف تعطيل العمليات . ورغم هذه السجلات، لا توجد أدلة مؤكدة على أن الانفجار الحالي مرتبط مباشرة ببرنامج إيران النووي. إلا أن الميناء يبقى تحت مراقبة دولية لصفتـه ممرًا حيويًا لتجارة إيران، وقد جذبت أنشطته انتباه وكالات المراقبة والأنظمة العقابية بسبب تاريخه السابق في الشحنات الحساسة  .

التأثير المتوقع على التجارة الإيرانية
يشكل هذا الانفجار ضربة قوية لاقتصاد إيران، خاصة أنه أصاب «بوابة» رئيسية للشحن والتصدير  . فالميناء حالياً موقوف جزئياً بينما تعمل فرق الإطفاء، مما يعني توقفاً فوريًا لحركة البضائع الواردة والصادرة عبره . وقالت وكالات إيرانية إن الأنشطة المينائية مُعلقة “حتى إشعار آخر” بسبب الحريق . ويعني هذا أن واردات السلع الأساسية وصادرات النفط والمواد البتروكيماوية قد تتأخر أو تتوقف مؤقتاً، ما يزيد الضغط على الاقتصاد الذي يواجه أصلاً عقوبات دولية. ووفق محللين، قد يتجه الإعتماد إلى موانئ أخرى (مثل بندر خميني) لكنها أقل قدرة، مما يؤدي إلى اختناقات لوجستية وتكاليف إضافية. الإغلاق الجزئي لأي فترة من الزمن سيؤدي حتماً إلى بطء حركة تجارة الإيرانية وزيادة أسعار الشحن، وهو ما ينعكس سلباً على السوق المحلية وقيمة العملة. وتقول مصادر إن الزخم الذي أحدثه الحريق يعيد التساؤل من جديد: كيف ستتعامل إيران مع تعطيل لأحد أكثر الموانئ حيويةً في ظل أعباء العقوبات الاقتصادية؟  .

 

شارك الخبر: