نايف القانص
نظراً لكثرة أعدادهم وامتلاء منصات التواصل بصراخهم غير المبرر، سنقدّم فيما يلي نبذة تعريفية مختصرة حول هذه الفئة.
لم أدرس الطب البيطري، لكنني أعرف الحمار من أول نقاش.
بهذه العبارة الفاصلة يُعرّي “ماكْتْ وين” قناع الجهل المتنكّر بلبوس الحماسة؛ فالعقل الناقد لا يحتاج إلى عناء طويل ليدرك سفاهة الفكر حين يعلو صخبه ويخلو من المنطق.
وهكذا ترى أقوامًا يتخفّون وراء راية التحرير، يصرخون بلا فهم، ويؤمنون بلا دراية، ويدافعون باستماتة لا عن فكرة، بل عن انتماء أعمى.
يذودون عن جهلهم أكثر مما يذودون عن الحقيقة، كمن يخوض معركة بلا سلاح سوى العناد.
لعل نظرية الهوية الاجتماعية لـ”تاجفِل” تفسّر هذا السلوك، حيث يذوب الأفراد في الجماعة، مستبدلين التفكير بالتلقين، والحجة بالصراخ.
فيصير النقاش معهم ضربًا من العبث، إذ لا يرون في الخلاف اختبارًا للعقل، بل تهديدًا لوجودهم المتهافت.
وما أشبههم بالحمار في مجاز “توين”، لا يحتاج المرء إلى فراسة لتمييزهم، فـ”نهيقهم” في ساحة الجدل يكشف سفاهتهم من أول وهلة.