قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ اليوم الخميس، إنه على الرغم من أن "العمليات البرية واسعة النطاق لم تستأنف في اليمن منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في إبريل/نيسان 2022، لكن النشاط العسكري مستمر". واصفا الوضع في اليمن "بالمقلق للغاية".
وعبّر غروندبرغ في احاطة قدمها اليوم الى مجلس الأمن عن قلقه "إزاء التقارير الأخيرة عن القصف وهجمات بطائرات دون طيار ومحاولات التسلل وحملات التعبئة، التي شهدتها مأرب ومناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز". وكرر دعوته للأطراف إلى "الامتناع عن التصعيد والتدابير الانتقامية التي قد تخاطر بإعادة اليمن إلى صراع واسع النطاق حيث سيدفع المدنيون الثمن مرة أخرى".
وشدد على أن الحل وإنهاء الصراع يجب أن يكون عن طريق مسار سياسي. وأكد على أن "تسوية الصراع في اليمن تتطلب معالجة مجموعة من ثلاثة تحديات خاصة، إذ يتعين على الأطراف الاتفاق على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ووضع آلية لتنفيذه. كما يتعين عليهم تقديم تنازلات صعبة ولكنها ضرورية والاتفاق على تسويات خاصة فيما يتصل بالوضع الاقتصادي الصعب في البلاد. أوضح هنا أنه "يتعين أن تكون هناك عملية سياسية تشمل طيفاً واسعاً من اليمنيين تسمح بتسوية هذا الصراع مرة واحدة وإلى الأبد وتمكين اليمنيين من عيش حياتهم في سلام".
وأشار المندوب الأممي إلى قرار الولايات المتحدة تصنيف أنصار الله جماعةً إرهابية أجنبية. ولفت الانتباه إلى أن تبعات ذلك ما زالت تتضح.
وقال: "فيما لم تُحدَّد التبعات الكاملة لهذا الإجراء بعد، فإنني أؤكد أهمية حماية جهودنا الرامية إلى تعزيز التسوية السلمية في اليمن. ومن أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل، من الضروري الحفاظ على مساحة الوساطة لليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة. وما زلت ملتزماً مواصلة أداء واجباتي وفقاً للتفويض الممنوح للأمين العام من قبل هذا المجلس، بما في ذلك عقد اجتماعات بشأن عدد من القضايا الملحة، بما في ذلك تبادل المعتقلين المرتبطين بالصراع".
وتحدث عن "الإحباط الشديد الذي يشعر به الشعب اليمني الذي لا يزال يتحمل العبء الثقيل لعقد من الحرب"، قائلاً: "ما زلت متمسكاً بقناعتي بأن الحل المبدئي والمحايد للصراع هو السبيل الوحيد للمضي قدماً. وعلى هذا النحو، تظل عناصر خريطة الطريق تمثل مساراً قابلاً للتطبيق". وختم المسؤول الأممي بوصف الوضع الحالي في اليمن "بالمقلق للغاية". وأضاف: "لقد وصلنا إلى نقطة أصبح الخوف من العودة إلى الصراع الكامل ملموساً".
وقال غروندبرغ، إن معاناة اليمنيين خلال السنوات العشر الأخيرة تتفاقم باستمرار. وأشار إلى انخفاض "نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من النصف"، حيث "لم تُدفَع رواتب موظفي الخدمة المدنية في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله بانتظام في الوقت المحدد أو بالكامل منذ عام 2018".
وأوضح أن "أولئك الذين يعملون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية أيضاً يشهدون بعض التأخير في دفع رواتبهم. وعلاوة على ذلك، انخفض الريال اليمني في المناطق التي تسيطر عليها حكومة العليمي بنسبة خمسين في المائة في العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية". ونتيجة لذلك، ارتفعت معدلات الفقر في جميع أنحاء البلاد".