خاص - النقار
يعرّف رضوان الحيمي نفسه على منصة إكس بأنه “عضو اللجنة الثورية العليا اليمنية - الوزير المفوض اليمني لدى سوريا سابقا”. لكنه لا يذكر أن دمشق طردته بفضيحة أخلاقية جعلت قنصلية بلاده أشبه ببيت دعارة. مع ذلك، لا يزال الرجل يتجول ببذلة رسمية ولحية مصطنعة، متوجها هذه المرة إلى بيروت لتقديم ولائه لحزب الله، بعد أن كان بالأمس “الوزير المفوض” في دمشق، مستغلا منصبه بطرق أقل دبلوماسية.
وهنا لا بد من وقفة أمام فيديو الخطاب التاريخي للوزير المفوض فور وصوله إلى الضاحية الجنوبية، حيث أكد أنه مستعد للتضحية من أجل (نصرالله) حتى “فناء اليمن عن بكرة أبيها".
المقطع ليس الوحيد بطبيعة الحال، لكن المشهد الليلي كان له أثره الطاغي على الزمان والمكان، حتى أن نصر الله ربما كان على وشك أن ينتفض، خصوصا عندما كان الوزير المفوض قد وصل إلى هنا: "لا يمكن على الإطلاق أن نتخلى عن دم السيد حسن مهما كان، لو فنيت اليمن عن بكرة أبيها، لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن". فخطاب ينتهي بثلاث مرات (لا يمكن) وبباء مكسورة لـ(بكرة) مسبوقة بحرف جر (عن)... بالتأكيد لن يكون إلا خطابا تاريخيا بامتياز.
صحيح أن البذلة الزرقاء الفاقعة لم تكن حاضرة في الضاحية، لكنها ستحضر في اللقاءات الرسمية التي سيعقدها الوزير الحيمي المفوض، خصوصا وأنه أرادها أن تكون مشابهة لبذلة أحمد الشرع أو أبو محمد الجولاني. حتى اللحية يبدو قد جعلها تشبه لحية الجولاني، بحيث لو تسنى لهما اللقاء يوما ما سيقول له بأن السبب الذي دفع بشار لطرده لم يكن إلا لكونه واحدا من المجاهدين في جبهة النصرة، وليس الأمر قضية دعارة كما ادعى المدعون قاتلهم الله، وأنه إنما كان يخفي لحيته في أروقة القنصلية اليمنية بدمشق من باب التقية لا أكثر. قد لا تعجب الجولاني مسألة التقية لكنه سيتغاضى عنها حين يعرف أنه قبل أربع سنوات، كان رضوان الحيمي معينا قنصلا في سفارة "الأنصار" بدمشق، وأن الأسد طرده لأنهم ألقوا القبض عليه في قضايا أخلاقية ودعارة بالقنصلية. ولأن الحال من بعضه، فقد تعجبه هذه السيرة الذاتية العطرة التي يتشابه مسارها حتى في الألقاب، فهو الجولاني وذاك الحيمي، فضلا عن تشابه اللحى وذوق البذلات.
ومسألة أن هناك تعارضا بين وجهة الجولاني ووجهة جماعة أنصار الله، فمن يدري إلى أي حد سيبقى ذلك التعارض. وربما أن ذهاب الوزير المفوض الحيمي إلى لبنان ببذلة زرقاء ولحية جولانية، هو تكليف رسمي له بتطبيع العلاقات مع سوريا الجولانية، انطلاقا مما ورد في رسالة الماجستير المشاطية.
أما "البكرة" فالفضيحة هنا لغوية أكثر منها أمر آخر، حيث جاء بها مكسورة عرجاء بل ولا علاقة لها بأنثى الجمل من قريب أو بعيد. وبالتالي فالخيمي هنا يتحدث عن بكرة أبيه هو والتي ربما هي التي جاءت به إلى لبنان ومن هناك إلى ماخوره القديم. وأما مصطلحات كـ"المر والعلقم" و"التضحيات الجسام" و"لقاء الشهادة"، فأمور يتقنها منذ أن كان وزيرا مفوضا في العاصمة السورية دمشق، حيث لم يكن يترك فرصة إلا وتحدث فيها عن "الشهادة" وعن "القضية الفلسطينية" و"محور المقاومة"، فيما يمارس انحرافه وفساده مع الغانيات الزرقاوات الحسناوات في الأروقة الخلفية لسفارة كان لها اعتبارها وأصبحت على يده ماخورا لا أكثر.