خاص-النقار
توقف العدوان على غزة، وراح العالم يشارك الفلسطينيين فرحتهم مع بدء اللحظات الأولى من سريان الاتفاق، فيما قلوب اليمنيين متوقفة عند ذلك السؤال المخيف: ماذا بعد؟ هل ستلتفت سلطة صنعاء إلى الداخل بشيء من اهتمام؟ بل ربما أنهم تركوا المشاهد الاحتفائية في غزة على قنوات الأخبار وراحوا يتابعون تغريدات هذا القيادي أو ذلك المسؤول، ما الذي سيقولونه بعد ما يقرب من خمسمائة يوم من الانتصار لغزة وترك اليمنيين موضوعا مؤجلا ومهملا لا علاقة لهم به إلا عندما يأتون به إلى الساحات للهتاف: عاشت فلسطين.
هتاف جميل لا شك، لكن من حق أولئك أن يسألوا الآن ماذا بعد بالنسبة لنا يا سلطتنا التي تنتصر لكل شيء؟
تركوا كل شيء، وراحوا يرصدون فقط ما الذي ستقوله سلطة صنعاء. حتى لقد احتفوا بتغريدة عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى، وهو يتحدث عن أن "المرتزقة في بلادنا كانوا يتمنون ألا يتوقف العدوان على غزة حتى لا يظهر أبطال غزة ويشكروا من وقف معهم من محور المقاومة وخصوصاً لليمن وقواته المسلحة"، مهيبا بمتابعيه أن يـ"راقبوا تصريحاتهم وتغريداتهم لتعرفوا حقيقة ما يحملونه من حقد وخبث وحسد". فالاحتفاء بتغريدة كهذه يأتي بلسان حال مفاده: المهم هو أنكم أنتم كنتم تتمنون أن يتوقف العدوان حتى تلتفتوا إلى الداخل وإلى معاناة الناس المتراكمة. وبحسب النائب في برلمان صنعاء عبده بشر "أن يتم تبادل الأسرى اليمنيين ونلتفت لمصالح شعبنا، ورفع الظلم والمعاناة وتصحيح الخلل والاختلال والفساد المستشري والمزري".
لكن يبدو أن الوقت مازال مبكرا على ذلك، فعبد القادر المرتضى، مثلا، لا شك أنه منشغل الآن بمتابعة تسليم الرهائن الإسرائيليات الثلاث اللواتي سلمتهن حماس، وكذا متابعة القائمة التفصيلية للأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل مع كيان الاحتلال. ومن غير المناسب أن يتم تعكير مزاجه أو تشتيت ذهنه بالأسرى اليمنيين. وحسين العزي هو الآخر منشغل بمتابعة ما سيكتبه محمد البخيتي ومحمد علي الحوثي والأثر الذي سيتركه بيان المجلس السياسي الأعلى في قلوب الغزاويين، ولا يريد لتغريدته الأخيرة أن ينطفئ بريقها، وهو يتحدث عن تسلم "العظيمة صنعاء برقية فلسطين الحبيبة من غزة الصمود والثبات".