أفادت وكالة “بلومبرغ” نقلًا عن مسؤولين أوكرانيين بأن كييف تتجه نحو تسوية مريرة مع موسكو، قد تتضمن التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي مقابل ضمانات أمنية لا تصل إلى مستوى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي طالما سعت إليها أوكرانيا.
تأتي هذه التطورات في ظل ضغوط متزايدة على أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، خاصة مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير المقبل. وقد وعد ترامب بإنهاء الصراع بسرعة، مما أثار مخاوف من احتمال تقليص الدعم الأمريكي لكييف. في هذا السياق، يسعى القادة الأوروبيون إلى تعزيز موقف أوكرانيا قبل بدء أي مفاوضات سلام محتملة.
من بين السيناريوهات التي تُدرس حاليًا، نشر بعثة سلام في أوكرانيا، وهو اقتراح أثار انقسامات بين الدول الأوروبية. وقد نوقش هذا الموضوع في اجتماع عُقد في بروكسل بحضور الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعدد من القادة الأوروبيين. تهدف هذه المناقشات إلى استكشاف الخيارات المتاحة لدعم أوكرانيا وضمان أمنها في ظل التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه الصراع.
على الرغم من الدعم العسكري والمالي الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا، يشعر بعض المسؤولين بالإحباط من تأخر القرارات الحاسمة وتردد بعض الدول الأوروبية في تقديم مساعدات أكثر تقدمًا. هذا الوضع يضع أوكرانيا أمام خيارات صعبة، حيث قد تضطر إلى قبول تسوية لا تلبي جميع تطلعاتها الأمنية والسياسية.
في ظل هذه الظروف، تتواصل الجهود الدبلوماسية لتحديد أفضل السبل لدعم أوكرانيا وضمان استقرار المنطقة، مع مراعاة التوازنات الدولية والتغيرات المحتملة في سياسات القوى الكبرى المؤثرة في الصراع.