بين ليلة وضحاها، وبعد سقوط نظام الأسد، تغيرت لهجة تصريحات أعداد كبيرة من الأشخاص المحسوبين على النظام السوري والمدافعين عنه في مواقف سابقة.
وتنوعت هذه التصريحات بين مسؤولين بارزين في حكومة الأسد، وفنانين ورياضيين وأشخاص مؤثرين غيرهم، إذ وجدوا أنفسهم في موقف حساس يجب أن يعبروا فيه عن موقفهم بوضوح.
في حين التزم البعض الآخر الصمت، ولم يعلنوا عن أي موقف لهم مما يحدث في سوريا، ومن أبرزهم دريد لحام، باسم ياخور، ميادة الحناوي، تيم حسن، عباس النوري.
الوزراء ورئيسهم
رئيس الوزراء في حكومة النظام السوري، محمد غازي الجلالي، كشف خلال تصريحه لقناة الحرة عن تفاصيل من اللحظات الأخيرة لنظام بشار الأسد، الذي سقط بعد وصول قوات المعارضة المسلحة إلى قلب دمشق مساء الأحد 8 ديسمبر.
وقال إن الأسد أجهض جميع محاولات التقارب مع الدول العربية والإقليمية، مشيراً إلى "خصائص في شخصية الأسد" منعته من تحقيق هذا التقارب.
وأضاف الجلالي أن الأسد لم يتواصل مع الحكومة السورية بأي شكل من الأشكال قبل مغادرة دمشق في الساعات الأولى من فجر الأحد.
وكشف عن الدور الهامشي الذي تقوم بها الحكومات السورية، إذ قال إن الوزراء ورئيس الوزراء ليسوا سوى موظفين لدى النظام فقط وهناك "حاجز بينهم وبين الرئيس".
وعند سؤال رئيس حكومة تصريف الأعمال عن رسالة يوجهها إلى الأسد بعد فراره، قال إنه يعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة، وأن ما يود أن يقوله لا يمكن أن يكون مناسبا في مثل هذه المقابلات.
أما وزير العدل في حكومة النظام السوري، أحمد السيد، عبر خلال حديثه مع قناة الحرة عن أسفه لما كان يحدث في السجون السورية من انتهاكات، وخاصة في سجن صيدنايا الواقع بريف دمشق.
وقال الوزير في تصريحات خاصة للحرة، الأحد، إن مصير المختطفين قسريا لا يزال مجهولا، وأردف: "أنا في الحكومة منذ أربع سنوات، ومصير المختفين قسريا لا أعلم عنه شيئا".
وألقى السيد باللوم على الأسد فيما آلت إليه الأوضاع في البلاد، وقال للحرة: "حرام عليك ما فعلته بسوريا يا بشار الأسد".
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة الأسد، ربيع قلعه جي، اعتبر خلال تصريح له، أن ما حدث في سوريا هو نصر للشعب السوري، وأكد أنه لم يكن على تواصل مباشر مع الأسد، وأن تواصله معه كان يتم عبر قنوات.
الوجه الدبلوماسي للنظام
بشار الجعفري، سفير حكومة النظام السوري في روسيا، والممثل السابق في الأمم المتحدة، والمعروف بمواقفه المؤيدة للأسد، أشار في تصريح له مع موقع روسيا اليوم، أن "سوريا اليوم أصبحت لكل أبنائها السوريين"، مشيدا بالثقة الكبيرة بقدرة الشعب السوري على تجاوز المحن والتحديات.
وأضاف الجعفري أن "انهيار منظومة الفساد خلال أيام يشهد على عدم شعبية هذه المنظومة وعدم وجود حاضنة مؤيدة لها في المجتمع وفي صفوف الجيش والقوات المسلحة، كما أن فرار رأس هذه المنظومة بهذا الشكل البائس والمهين تحت جنح الظلام وبعيدا عن الإحساس بالمسؤولية الوطنية يؤكد صوابية التغيير والأمل بفجر جديد".
فنانون
الفنانة السورية، سلاف فواخرجي، التي اشتهرت بمواقفها المؤيدة للنظام وبتصريحاتها المثيرة للجدل حول تأييدها له، قامت بحذف صورة تجمعها مع الأسد من صفحاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت قد كتبت أسفل الصورة، "شكرًا سيدي الرئيس لشرف اللقاء، حماكم الله لما فيه خير هذا البلد وأهله".
أما الفنانة السورية، سوزان نجم الدين، والتي أعلنت من قبل تأييدها لبشار الأسد، تراجعت واحتفت بسقوط النظام، وكتبت على منصة إنستغرام، "سوريا للسوريين.. سوريا بتجمعنا".
الممثل، بشار إسماعيل، الذي عُرف سابقاً بتأييده للأسد عبر عن فرحه بسقوط النظام، قائلا إن السقوط السريع يدل على كراهية الشعب العارمة.
المخرجة السورية، رشا شربتجي، التي اجتمعت هي ومجموعة من الفنانين السوريين مع الأسد في مارس الماضي، علقت على سقوط النظام السوري عبر منشور قالت فيه، "بلدنا بحاجة إلى ناس تحبها وتساعدنا لنكسر الخوف بداخلنا".
الفنان السوري، حسام جنيد، عبر عن معارضته للنظام السوري وقال "وأخيرا صار فيني إحكي اللي بقلبي بدون خوف، الحيطان ما عاد إلها أدان، إحكو كل شي لا تخافوا".
أما الممثل، يزن السيد، الذي عُرف سابقا بمواقفه المؤيدة للنظام السوري، قال في منشور له إنه تعب من الكذب والنفاق، معتبرا أن سوريا انتصرت اليوم.
فيما اعتذر الفنان السوري، أيمن زيدان، بشكل صريح للشعب السوري، مشيراً إلى أنه كان أسيراً لثقافة الخوف.
وقال زيدان في منشوره "أقولها بالفم الملآن، كم كنت واهمًا، ربما كنا أسرى لثقافة الخوف، أو خشينا من التغيير لأنه بدا لنا طريقًا نحو الدم والفوضى، لكن اليوم، أشعر بأنني ودّعت خوفي وأوهامي".
عمر السومة، مهاجم المنتخب السوري الذي عُرف سابقاً بعودته إلى سوريا ومصالحته مع نظام الأسد، قال عبر حسابه على فيسبوك "ألف مبروك لسوريا وألف مبروك لكل السوريين ومبروك لهذا الشعب الصمود".