نشرت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية اليوم افتتاحية بعنوان "هل سيوقف دونالد ترامب "الحروب" في الشرق الأوسط؟".
وأكدت الصحيفة أن الجميع يتفق على أن ولاية ترامب الثانية ستحدث "تحولاً كبيراً" في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، دون الاتفاق على شكل هذه السياسة.
وأشارت الافتتاحية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان سريعاً في محاولة كسب الود" إذ كان من أوائل زعماء العالم الذين قاموا بتهنئة ترامب، واصفاً عودته، بـ "أعظم عودة في تاريخ البشرية". وفق الصحيفة.
وتقول إن نتنياهو يعتقد أن إدارة ترامب ستمنحه "حرية كاملة لاستمرار الحروب الإسرائيلية في غزة ولبنان"، لافتة إلى أنه لن يكون هناك بعد الآن ضغوط أمريكية "مزعجة" تطالب بوقف إطلاق النار، بالرغم من أن محاولات الرئيس بايدن "لم تكن ذات تأثير يذكر" وفق الصحيفة.
وتؤكد الصحيفة أن لنتنياهو أسباباً "وجيهة" لاعتقاده بذلك. نظراً لما أظهره ترامب في ولايته الأولى من عدم اهتمام "بمعاناة الفلسطينيين"، كونه وفق الصحيفة "دعم توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة"، بالإضافة إلى أن صهره، جاريد كوشنر، هو من وضع خطة سلام عرفت بصفقة القرن كانت "منحازة بشكل كبير لصالح إسرائيل" وفق الصحيفة.
و تشير الصحيفة إلى أنه لطالما تعهد ترامب بتهدئة الوضع في المنطقة أثناء حملته الانتخابية، بالإضافة إلى خطابه بعد فوزه بأنه "سيوقف الحروب". لتطرح تساؤلاً حول ما إذا كان ترامب، سيتراجع عن دعمه "المطلق" لاستمرار الحرب أو سيضغط على نتنياهو لإنهائها قبل توليه منصبه.
وتؤكد الصحيفة أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 18 مليار دولار، وقد أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل أربعة جنود أمريكيين على الأقل.
وتشير الصحيفة إلى أنه لا يمكن الجزمكيف سيدير ترامب حكومته هذه المرة، إذ تقول إنه قد وعد "بإحلال السلام في لبنان"، لكن دون توضيح كيفية تحقيق ذلك. كما تطرح الصحيفة تساؤلات حول سيناريوهات تعامل ترامب مع الملف اللبناني فهل سيطلب من إسرائيل سحب قواتها والموافقة على وقف إطلاق النار؟ أم سيدعم "هجوماً برياً " واسع النطاق على أمل القضاء على حزب الله بشكل نهائي؟ بحسب الصحيفة.
ومن وجهة نظر الصحيفة ترى أن الإجابة على هذه التساؤلات ستعتمد على مستشاري ترامب، وتؤكد أن نتنياهو يأمل في "التأثير" على ترامب، نظراً لعلاقتهما "المعقدة ومتوترة" وتعزي الصحيفة ذلك إلى أن ترامب يحمل "ضغينة "ضد رئيس وزراء إسرائيل منذ عام 2020، عندما هنأ الأخير جو بايدن على فوزه في الانتخابات، بحسب الصحيفة.
ترى الصحيفة أن هناك خمسة وسبعين يوماً باقية بين الانتخابات وتنصيب ترامب، يمكن لبايدن خلالها "مواجهة نتنياهو"، إذ تؤكد الصحيفة أن هذه الفترة غالباً ما يتبع الرؤساء الأمريكيون سياسة "أقل تماشياً" مع إسرائيل.
وتقول الصحيفة إنه في عام 2016 قرر باراك أوباما عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي أدان المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وفي عام 2000، استخدم بيل كلينتون تلك الفترة لتقديم "معايير كلينتون"، وهي محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. بحسب ما تراه الافتتاحية.