بعد عامين من مفاوضات بدأت عقب قرار عاجل للأمم المتحدة، توصلت بريطانيا مع موريشيوس إلى اتفاق بشأن السيادة على أرخبيل شاغوس في المحيط الهندي حيث تتقاسم لندن قاعدة عسكرية مع الولايات المتحدة. وقد أشاد بالاتفاق الرئيس الأمريكي جو بايدن على الفور.
كما أكد بايدن أن هذه القاعدة ذات الموقع الاستراتيجي بين أوروبا والهند والصين، تلعب "دورا أساسيا في الأمن الوطني والإقليمي والعالمي"، لافتا إلى أن الاتفاق سيتيح "ضمان حسن سيرها خلال القرن المقبل".
وفي إعلان مشترك صادر عن حكومتي بريطانيا وموريشيوس، اعترفت لندن بسيادة الجزيرة على أرخبيل شاغوس، على أن يتم "تفويض المملكة المتحدة بممارسة حقوق سيادية" في كبرى جزره دييغو غارسيا حيث تقع القاعدة المشتركة "لضمان استمرار تشغيلها" وذلك "لفترة مبدئية مدتها 99 عاما".
"يوم لا يُنسى"
ومن جهته، قال وزير خارجية الجزيرة مانيش غوبين على موقع "إكس" إن "3 تشرين الأول/أكتوبر 2024 يوم لا يُنسى، يوم لإحياء ذكرى السيادة الكاملة لجمهورية موريشيوس على كامل أراضيها".
وقالت بريطانيا وموريشيوس في بيانهما المشترك "إنها لحظة محورية في علاقاتنا ودليل على التزامنا الدائم بالحل السلمي للنزاعات وسيادة القانون".
ومن جانبها، قالت لندن إن تحقيق هذا الاتفاق ما زال مرهونا بوضع اللمسات النهائية على معاهدة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي "ورثت هذه الحكومة وضعا كان فيه التشغيل الآمن والطويل الأمد لقاعدة دييغو غارسيا العسكرية مهددا، مع سيادة متنازع عليها وتحديات قانونية مستمرة".
وأضاف الوزير التابع لحزب العمال إن "اتفاق اليوم يضمن مستقبل هذه القاعدة العسكرية الأساسية". من جهتها، انتقدت المعارضة المحافظة في بريطانيا الاتفاق ووصفته بأنه "ضعيف".
"جرائم ضد الإنسانية"
وكانت قد أصدرت الجمعية العامة قرارا غير ملزم في 2019 أمهل لندن ستة أشهر لتسليم جزيرة موريشيوس أرخبيل شاغوس، بعد أن طردت المملكة المتحدة حوالي ألفين من سكان الأرخبيل إلى موريشيوس والسيشل لإقامة القاعدة العسكرية.
فيما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في 2023 بريطانيا والولايات المتحدة بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" عبر تهجير سكان أصليين في أرخبيل شاغوس المتنازع عليه، لكن لندن رفضت "بشكل قاطع" هذا الاتهام.
وفي 2016، مددت المملكة المتحدة حتى 2036 عقدا حول استخدام القاعدة العسكرية مع الولايات المتحدة. وأدت القاعدة دورا استراتيجيا خلال الحرب الباردة قبل استخدامها في سنوات الـ2000 في نزاعي العراق وأفغانستان.
ويعد أرخبيل شاغوس محور نزاع قديم بدأ قبل نحو ستة عقود بقرار أصدرته بريطانيا في 1965 وقضى بفصل جزيرة موريشيوس عن الأرخبيل وإقامة قاعدة عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في كبرى جزره دييغو غارسيا.
وقد حصلت موريشيوس على استقلالها في 1968. ويشار إلى أنه منذ 1975، قامت موريشيوس بمبادرات قضائية عديدة لاستعادة جزر شاغوس.
وبدأت المفاوضات بشأن سيادة موريشيوس على الأرخبيل في نهاية 2022 مع حكومة المحافظين التي كانت تتولى السلطة آنذاك في بريطانيا.