• الساعة الآن 09:18 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

هل إيران مستعدة عسكريا لمواجهة أي رد إسرائيلي?

news-details

 

عقب الهجوم الذي نفذته إيران الثلاثاء على إسرائيل تعهّدت كل من الدولة العبرية والولايات المتحدة بالردّ.

وعرف الهجوم الإيراني إطلاق قرابة 180 صاروخا ردا على مقتل إسماعيل هنية و حسن نصر الله "بشكل خاص". وهو الهجوم الثاني من نوعه على إسرائيل في غضون حوالي ستة أشهر.

من جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها الدولة العبرية، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وأكّد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وان إسرائيل ستردّ على إيران في الوقت والزمان اللذين "نقررهما".

فيما قالت واشنطن التي ساعدت حليفتها على اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمّل "عواقب" هجومها، مشدّدة على أنها ستنسّق مع المسؤولين الإسرائيليين للردّ.

 

هل إيران مستعدة عسكريا لأي ردّ إسرائيلي وما هي المواقع التي يُحتمل أن تُستهدف؟

 عندما نتحدث عن إمكانية توجيه إسرائيل ضربة إلى إيران، يجب أن ندرك تمامًا أن هذه الضربة ستكون مدعومة بشكل كبير من الولايات المتحدة. هذا الدعم سيكون عاليا لكنه لن يكون من خلال مشاركة مباشرة في الهجوم، بل سيشمل جوانب مهمة مثل تحديد الأهداف في إيران التي يجب تدميرها. الولايات المتحدة قادرة على تقديم هذا الدعم عبر التحليل الاستخباراتي والاستطلاع باستخدام الأقمار الصناعية، مما يسهم في تحديد أهداف دقيقة.

إسرائيل تمتلك أيضًا إمكانيات متقدمة، بما في ذلك طائرات مقاتلة حديثة من طراز F35، التي تتميز بصعوبة رصدها عبر الرادارات، إضافة إلى صواريخ أرض-أرض. إلى جانب ذلك، من المحتمل أن تستفيد إسرائيل من الدعم الأمريكي في مجال التشويش على الرادارات الإيرانية وتعطيل منظومات الدفاع الجوي، وهو شكل من أشكال الحرب الإلكترونية التي يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة لصالح إسرائيل.

هذه الإمكانيات، التي قد لا تكون ظاهرة بوضوح لأنها تتعلق بتحليل الأهداف والعمليات الإلكترونية، ستسمح لإسرائيل باستخدام الأسلحة الحديثة مثل طائرات F35 وصواريخ أرض-أرض لتوجيه ضربة ناجحة لإيران.

في المقابل، سيكون من الصعب على إيران التصدي لهذه الضربة، نظرًا للدعم الأمريكي الذي سيشمل تحديد الأهداف المتحركة وتقديم الدعم في الحرب الإلكترونية والتشويش على منظومة الدفاع الجوي. الولايات المتحدة تمتلك إمكانيات أكبر في هذا المجال، مما يجعل التصدي لهذه الهجمات أمرًا معقدًا للغاية بالنسبة لإيران. عمليات التشويش ستجعل من الصعب على إيران رصد الهجمات المحتملة، وهو ما سيعزز فرص نجاح الضربة. 

هل أن إيران قادرة على حماية مواطنيها؟ هل لديها ملاجئ مهيأة وأنظمة إنذار؟

تم استهداف الأراضي الإيرانية مرة واحدة فقط، على ما أعتقد، ولم يكن هناك استهداف مكثف من قبل إسرائيل. لذلك لم نشهد تعرض إيران لضربات متكررة أو شديدة. وبالتالي فيما يتعلق بالإمكانيات المتاحة في إيران، مثل الملاجئ أو الأماكن التي يمكن اللجوء إليها خلال الضربات، فإنني أرى أن هذه الإمكانيات ليست متوفرة بالشكل الذي نراه في إسرائيل. كذلك، أنظمة الإنذار لدى السكان في إيران لا يُعرف إن كانت موجودة، وحتى إن وجدت، فمن المؤكد أنها ليست على مستوى الإمكانيات المتوفرة في إسرائيل، التي تمتلك ملاجئ وأنظمة إنذار مبكر متقدمة.

من جهة أخرى، أعتقد أن أي ضربة توجهها إسرائيل إلى إيران ستكون موجهة نحو أهداف عسكرية وليس مدنية، وهذه نقطة جوهرية. سيكون التركيز على استهداف منظومات الصواريخ الإيرانية، أماكن تصنيع وتجميع الطائرات بدون طيار، ومنصات صواريخ أرض-أرض. جميع هذه الأهداف هي عسكرية بطبيعتها وليست مدنية. لذلك أعتقد أن المدنيين الإيرانيين لن يكونوا بحاجة إلى ملاجئ واسعة النطاق، إذ أن الهدف الرئيسي لإسرائيل هو تقليص القدرات العسكرية الإيرانية، واستهداف المدنيين لن يحقق هذا الهدف.

من الذي اتخذ في إيران قرار ضرب إسرائيل؟

منظومة اتخاذ القرار في إيران خاصة في قرارات الحروب والضربات طبعا أيا كان تجهيز القرار وإعداده يتم في القوات المسلحة والحرس الثوري، لكن في تقديري أن القرار النهائي ليس فقط لرئيس الجمهورية ولكن أيضا للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، فهو الأساس في التصديق النهائي على القرار. لكن القرار يتم طبعا إعداده بواسطة قوات مسلحة وحرس ثوري، ويمر من رئيس الجمهورية قبل أن يصل إلى المرشد الأعلى. أنا أرى أن هذه منظومة اتخاذ القرار في إيران. قرار مثل ضرب إسرائيل وإطلاق عدد كبير من الصواريخ، أنا رأيي أنه لا يمكن أبدا أن يتم اتخاذه دون المرور على التصديق النهائي من المرشد.

شارك الخبر: