• الساعة الآن 11:22 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

انتشار امني وانحطاط اعلامي .. خطة تجاوز ٢٦ سبتمبر

news-details

خاص | التقار

تصرّ سلطة صنعاء على المضيّ في تهديدها ووعيدها إلى المستوى الذي لا تعود معه متمتعة بأي منطق. فكل من يدعو للاحتفال بثورة سبتمبر أو يخرج إلى الشارع رافعًا العلم الوطني في ذكرى المناسبة هو في نظرها عميل وخائن وينفذ إملاءات من تسميه العدو الخارجي، وبالتالي ستضرب بيد من حديد. فالهراوات، بحسب القيادي عبد القادر المرتضى، جاهزة لتنهال على رأس كل من سيخرج أو ما زال يفكر بالخروج، حيث تم توزيعها بسخاء وبشكلها الجمهوري ملفوفة بالعلم الوطني نفسه الذي لا داعي لرفعه احتفاءً بالمناسبة. كما أن السجون معدة ومجهزة لاستيعاب أكبر عدد ممكن، بحيث تضيق الأرض ولا تضيق بهم. ونصر الدين عامر يطلق رسالة تحذيرية بأن الجبهة الداخلية خط أحمر، وأن من تسوّل له نفسه الخروج فلا يلومن إلا نفسه، لأنه لن يكون هناك أي هوادة معهم.

لم تتوقف قائمة المعتقلين عن الارتفاع مع كل ساعة تمر، بحيث لم يعد من الممكن إحصاؤها بسهولة، فالاعتقالات في كل محافظة ومديرية، بل وفي كل قرية، ولن يأتي يوم السادس والعشرين إلا وقد جعلت سلطة صنعاء منهم رقمًا مهولًا.

منطق الخوف هذا، الذي تصرّ سلطة صنعاء على اعتباره منطق قوة، يمكن قبوله باعتبار تلك السلطة إنما هي في نهاية الأمر تثبت عداءها لثورة سبتمبر نفسها، بعيدًا عن كل الحجج التي توردها لتبرير ما تقوم به. فهي حين تقول إن هناك أطرافًا في الخارج تحاول الدفع بمواطني الداخل إلى الخروج للاحتفال بغرض زعزعة الجبهة الداخلية، تبالغ إلى درجة غير منطقية. فليس من سيخرج أو أعلن عن أنه سيحتفل بسبتمبر قد أصبح مرتبطًا بالخارج وينفذ أجندة وإملاءات ذلك الخارج. فهناك الكثيرون قد كفروا بالداخل والخارج على حد سواء ولا يعنيهم سوى أن يحتفلوا بثورتهم.

أنصارالله حولت مناطق سيطرتها إلى ساحة تتهم فيها الجميع بالعمالة، إذ لا تكتفي بذلك، بل إن مجتهديها وناشطيها يسعون جاهدين لتشويه سمعة الناس، مستخدمين في ذلك كل أساليب الفحش والبذاءة.

فتغريدة محمد الطل، والتي تترفع شبكة النقار عن إيرادها، تكفي للكشف عن الذهنية المنفلتة السائدة لدى أولئك الناشطين. كما أن اليوتيوبر أحمد حجر، الذي يريد بعد خروجه من السجن أن يثبت للجماعة ولاءه بذلك الكلام الـ"وقيص" في بذاءته، لن يكون الأخير وهو يسيء للمرأة اليمنية وتاريخها النضالي المشهود، فيحول احتفاءها بثورة 26 سبتمبر إلى "فتنة وانفتاح وسماجة"، وأن من ستخرج هي متهمة في نظره بشرفها وعرضها.

وفي ظل هذه الهستيريا القمعية، تظل ثورة 26 سبتمبر أكبر من محاولات التشويه والترهيب. فما تسعى سلطة صنعاء لطمسه تحت غطاء الوطنية المزعومة لن يزيد إلا في إصرار الأحرار على التمسك بقيم الثورة ومبادئها. فالتاريخ لن يرحم من جعل من شعارات الوطنية وسيلة لقمع إرادة الناس وتشويه نضالاتهم، وستبقى أجيال اليمن تتذكر سبتمبر كرمز للتحرر، مهما حاول البعض أن يحجب نورها خلف سواد الهراوات والسجون.

شارك الخبر: