استقال ستة سياسيين أوكرانيين على الأقل، بينهم وزراء، وأقيل مستشار رئاسي، ليل الثلاثاء، عشية تعديل وزاري كبير، بحسب ما أعلن الحزب الحاكم.
وبعد عامين ونصف العام على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، كتب ديفيد أراخاميا، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، في منشور على تطبيق تيليغرام "كما وعدنا، يمكن توقع حصول تعديل حكومي كبير هذا الأسبوع. أكثر من 50 في المئة من أعضاء الحكومة سيتم تغييرهم. غداً سيكون يوم إقالات، واليوم التالي يوم تعيينات".
ومن أبرز الذين قدموا استقالاتهم مساء الثلاثاء وزراء الصناعات الاستراتيجية والعدل والبيئة.
كما أصدر الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء مرسوماً أقال بموجبه نائب رئيس الحكومة روستيسلاف شورما الذي يعتبر أحد كبار مساعدي الرئيس.
ويحاول زيلينسكي من هذه الخطوة تعزيز الثقة في فريقه، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات عديدة، بما في ذلك القصف الروسي اليومي.
ومنذ بداية الحرب، أجرى زيلينسكي تعديلات وزارية عديدة، من بينها إقالته في سبتمبر (أيلول) وزير الدفاع بعد فضائح فساد واستبداله رئيس أركان الجيش بعد انتكاسات منيت بها القوات المسلحة في ساحة المعركة.
وبدأت الولاية الرئاسية الأولى لزيلينسكي في 2019 وانتهت في مايو (أيار) الفائت، لكنه باق في منصبه بموجب الأحكام العرفية المعمول بها منذ بدء الهجوم الروسي.
مقتل العشرات في هجوم على بولتافا
ميدانياً، قُتل 51 شخصاً على الأقل وأُصيب 271 آخرين بجروح الثلاثاء في هجوم صاروخي روسي استهدف مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا، وأدى إلى تدمير جزئي لمعهد عسكري، حسبما أفادت حصيلة رسمية من المرجح أن تشهد ارتفاعاً.
ومساء الثلاثاء، أكد الرئيس الأوكراني في خطابه اليومي عبر الإنترنت، أن البحث عن ناجين تحت الأنقاض مستمر، مشيراً إلى أن عدد المصابين بلغ حتى الآن 271 شخصاً.
وتعرضت القيادة العسكرية الأوكرانية لانتقادات حادة من مدونين يحظون بشعبية كبيرة ومن مسؤولين، عقب هذا الهجوم الذي وقع في وقت احتشد فيه عدد من الجنود في مكان واحد داخل المعهد العسكري.
وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بأن الهجوم وقع بعد فترة قصيرة جداً من إطلاق الإنذار المضاد للطائرات، مضيفة أن الضربة "باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض".
وقالت الوزارة "بفضل تنسيق العمل بين رجال الإنقاذ والأطباء، تم إنقاذ 25 شخصاً بينهم 11 شخصاً كانوا تحت الأنقاض"، مضيفة أن "عناصر الإنقاذ يواصلون عملهم".
واستهدف الهجوم الذي وقع في الصباح مدينة بولتافا التي تقع على مسافة نحو 300 كيلومتر شرق كييف، والتي كان عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي.
ردود فعل غربية
وأثار الهجوم ردود فعل عواصم غربية. ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة إكس، أن وحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا تعرف حدوداً"، مؤكدة أنه "يجب محاسبته".
وتردد ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي قال إن الضربة الروسية على مدينة بولتافا "تذكير مروع" بـ"وحشية" بوتين.
من جهته، أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان على إكس إلى أن "الضربات الروسية على بولتافا هي أحدث عمل عدواني بغيض في حرب بوتين البغيضة وغير القانونية في أوكرانيا".
غضب أوكراني
وفي الداخل الأوكراني، أثار الهجوم غضباً بين المدونين العسكريين الذين باتوا يتمتعون بتأثير واسع النطاق في ظل الحرب الروسية على بلادهم.
وفيما أشار بعضهم إلى أن الجيش الروسي أراد استهداف احتفال عسكري رسمي نُظم في الهواء الطلق، تساءل المدون سيرغي ناوموفيتش الذي يتابعه أكثر من 135 ألف شخص على فيسبوك، "لماذا تجمع هذا العدد الكبير من الأشخاص في هذا المكان؟".
من جهتها، أعربت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان والتي غالباً ما تنتقد القيادة العسكرية الأوكرانية، عن أسفها لعدم معاقبة أي ضابط رفيع المستوى بسبب تعريضه مجموعات من الجنود للخطر خلال حوادث مماثلة وقعت في الماضي. وقالت عبر تطبيق تلغرام "المآسي تتكرر متى سيتوقف ذلك؟".
ويأتي ذلك فيما نشر مدونون عسكريون روس الثلاثاء لقطات جوية التقطتها مسيرة تُظهر مبنى يبدو مطابقاً للمعهد العسكري في بولتافا. غير أن وزارة الدفاع أكدت أنه لم تكن هناك أي مراسم في الهواء الطلق أثناء وقوع المأساة.
كما أمر الرئيس الأوكراني بإجراء "تحقيق كامل وسريع" في ملابسات هذا الهجوم. وتعهد "محاسبة" روسيا، مكرراً دعوة الحلفاء الغربيين إلى تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي إضافية بشكل عاجل والسماح لها بضرب عمق الأراضي الروسية بالصواريخ البعيدة المدى التي تسلمتها.
وحتى الآن، ترفض دول غربية عدة، بينها الولايات المتحدة، الموافقة على تنفيذ ضربات خارج الحدود الأوكرانية خشية التصعيد مع موسكو.
وواجهت قيادة الجيش الأوكراني ضغوطاً الأسبوع الماضي بعد تحطم مقاتلة أف-16 أميركية الصنع أودى بحياة الطيار الذي كان قد تلقى تدريباً في الولايات المتحدة. ومقاتلات أف-16 من المعدات العسكرية التي تسلمتها كييف أخيراً بعد انتظار لأكثر من عامين. وأعلن زيلينسكي بعد هذا الحادث إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك.