حادث سقوط مقاتلة إف 16 في أوكرانيا يثير موجة تساؤلات وقلق، ويترك تأثيره ليس على الصعيد العسكري فحسب، بل امتد ليشكل إحراجا قد يُعيد صياغة سياسات الدعم الغربي لأوكرانيا.
ففي الوقت الذي تتطلع فيه كييف إلى تعزيز قدراتها العسكرية، تواجه الآن تحديا مزدوجا يتمثل بالحفاظ على ثقة حلفائها واستمرار تدفق الأسلحة من جهة ومخاوف من أن يفتح الحادث الباب أمام مراجعة جذرية لاستراتيجية إمدادها بالسلاح.
في التفاصيل، وفي حادثة هي الأولى من نوعها، أكد الجيش الأوكراني مقتل طيار في تحطم طائرة من نوع "أف 16"، موضحاً أن الاتصال انقطع مع الطائرة أثناء صدها لهجوم روسي وسط تضارب في المواقف حول ظروف تحطّم الطائرة.
وتحقق كييف في الحادث وتقول القوات الجوية الأوكرانية إن حلفاء في الولايات المتحدة يساعدون في التحقيقات.
ويشكل الحادث ضربة عسكرية قاسية لكييف التي سعت لإقناع الغرب على مدى أشهر طويلة من الحرب تزويدها بالسلاح النوعي والمتقدم لدعم هجومها المضاد ضد روسيا.
مسؤول أميركي ذهب في تبريره للحادث بالقول بأنه جاء نتيجة خطأ الطيار وبأن المقاتلة لم تسقط بنيران روسية رغم مرورها بوابل صاروخي روسي ضخم كان يستهدف أهدافا أوكرانية.
تبرير أحرج واشنطن ولم يبق أمامها خيارا سوء التعليق بردود تقنية.
وفي سياق هذا الحادث، يمكن اعتبار تحطم طائرة "أف-16"، إحراجا لواشنطن لأسباب عدة:
وقد تستخدم الحادثة في التأثير على الصفقات الأميركية المستقبلية: إذ أن دول أخرى قد تكون بصدد التفاوض على شراء هذه الطائرات وقد تتردد أو تطالب بضمانات إضافية.
تطور لافت يأتي بينما يتوجه مسؤولون أوكرانيون بارزون للولايات المتحدة لتقديم قائمةٍ بأهمِّ الأهدافِ الروسية، التي يرغبون في قصفها لتغيير مسار الحرب.