• الساعة الآن 08:10 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء حرب غزة... مناورة سياسية أم إعادة تموضع؟

news-details

بعد 11 شهراً من القتال العسكري المتواصل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاء عملياته العسكرية داخل قطاع غزة وتشجيع المستوى السياسي لبحث حلول مستقبل غزة، والدفع في شأن إبرام صفقة تبادل مع حركة "حماس" هدفها الإفراج عن الرهائن.

على مدار الأشهر الماضية نجح الجيش الإسرائيلي في تقسيم غزة إلى شطرين شمالي وجنوبي، واجتياح أحياء ومدن النصف الأول من القطاع بالكامل، أما في جنوب غزة فقد دمرت القوات لواء حركة "حماس" في خان يونس ورفح جنوباً وأجزاء كبيرة من محافظة دير البلح وسطاً.

ملخص الإنجازات

وقضت إسرائيل في حربها على معظم قيادات "حماس" في الصفين الأول والثاني وقتلت أكثر من نصف مقاتلي الحركة الذين يشكلون الصف الثالث من الفصيل السياسي، كما فككت 20 كتيبة من أصل 24 كتيبة لـ"حماس" في مختلف أرجاء القطاع.

وإضافة إلى ذلك فإن الجيش الإسرائيلي دمر معظم أنفاق "حماس" تحت الأرض وتمكن من إعادة جزء بسيط من الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في القطاع، وأيضاً قضى على التسلسل الهرمي للفصيل في غزة وحوله إلى مجموعة أفراد بلا قيادة.

جميع ما سبق سهل على إسرائيل إمكانية تنفيذ أية عملية عسكرية في القطاع بسهولة سواء بواسطة القوات البرية التي تتمكن من دخول غزة في أي وقت ومن دون خسائر أو جواً من طريق الضربات العسكرية المكثفة.

بهدف دفع الصفقة

يقول المتحدث العسكري الإسرائيلي نداف شوشاني "يمكن لقواتنا الدخول إلى غزة مجدداً في حال حصولنا على معلومات استخباراتية جديدة، لقد نقلت المؤسسة الأمنية رؤيتها للسياسيين من صناع القرار في جلسات تقييم أمنية خلال الأيام الماضية بأن العمليات العسكرية انتهت و’حماس‘ لم تعد موجودة كفصيل منظم".

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" فإن المستوى الأمني يرى أنه حان الوقت لبدء صفقة من أجل الإفراج عن الرهائن في وقت تم فيه تفكيك الوحدات المسلحة التابعة لـ"حماس"، وأن تهديد الجبهات الأخرى يستدعي إعادة تنشيط القوات استعداداً للقتال فيها.

تزامناً مع جولة المفاوضات

لم تكن خطوة الجيش الإسرائيلي بالإعلان عن انتهاء عملياته العسكرية في قطاع غزة مجرد صدفة أو لأنه فقط انتهى من قتال عناصر "حماس"، وإنما تزامنت مع انتهاء جولة المفاوضات بين الوسطاء لمحاولة الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل الأسرى.

وتزامن هذا الإعلان أيضاً مع محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقلة جهود الصفقة، وفي شأن ذلك قال وزير الدفاع يوآف غالانت "الشروط والعراقيل الجديدة التي يضعها رئيس الوزراء ستضيع فرصة عقد الاتفاق".

مرحلة جديدة في الحرب

يقرأ الباحثون العسكريون أن إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء العمليات العسكرية في غزة لا يعني انتهاء الحرب، ويقول أستاذ العلوم العسكرية اللواء ماجد حلس "عسكرياً هذا يعني أن العمليات المكثفة للجيش انتهت وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة الاستخبارات لا الأنشطة البرية".

ويضيف حلس "من ناحية عسكرية أيضاً هذا الإفصاح يؤكد أنه لا توجد أهداف عسكرية يمكن مهاجمتها داخل القطاع الفلسطيني، ولكن قد يكون ذلك خدعة أو تحايلاً على الواقع وربما بهدف إعلامي فقط".

ويوضح أن الجيش الإسرائيلي اختار توقيتاً استثنائياً لإصدار مثل هذا الإعلان، ويمكن أن يكون محاولة حقيقية من المؤسسة الأمنية لدفع نتنياهو لإبرام صفقة. والإعلان جاء بهدف ضمان إمكانية المضي قدماً من قبل الأطراف جميعها لإتمام صفقة تبادل أسرى ومنع أي تراجع في المفاوضات".

وأوضح أن "الإعلان سيدفع مفاوضات التهدئة بين ’حماس‘ وإسرائيل إلى الأمام ويسهل مهمة الوسطاء للضغط على طرفي القتال في غزة من أجل القبول بالمقترحات الجديدة"، لافتاً إلى أن التصريحات العسكرية في بعض الأحيان تهدف إلى إعادة توجيه الرأي العام أو التأثير في معنويات الخصم، لذا يجب مراقبة الأفعال على الأرض لمعرفة النيات الحقيقية.

أوامر إخلاء بعد إعلان انتهاء القتال

على الأرض، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء عملياته العسكرية كثف من أوامر الإخلاء لمناطق واسعة من منطقة المواصي الإنسانية وطلب من سكانها النزوح الفوري لأن القوات البرية تستعد لشن عملية قتالية جديدة في تلك البؤر.

أوامر الجيش الجديدة أثارت استغراب كثيرين، إذ من جهة يعلن عن انتهاء القتال ومن ناحية أخرى يشن هجوماً على مناطق جديدة في القطاع. وحول ذلك يقول الباحث السياسي زاهر عرار "أوامر الإخلاء تدخل ضمن المرحلة الثالثة التي تعتمد على القوة الجوية في عملية القصف، والقيام بعمليات توغل بقوات محدودة إلى مناطق جغرافية محددة ثم الانسحاب بعد ذلك، وليست عمليات عسكرية مكثفة وضخمة".

إسرائيل حققت أقصى ما يمكن

وفي إسرائيل تعتقد الغالبية أن إعلان الجيش يأتي في سياق دفع هدنة إنسانية فحسب، ويقول الباحث في المعهد اليهودي للأمن القومي ياكوف أميدرور "الآن لا يوجد لإسرائيل ما تجنيه بالقوة في غزة. إنه وقت الحراك الدبلوماسي".

أميدرور الذي يفهم عقلية نتنياهو كونه كان يشغل مستشاره للأمن القومي سابقاً يضيف "قد يذهب نتنياهو إلى صفقة، لكن الأمر يتطلب شهرين أو ثلاثة أشهر من القتال من أجل تكفيك ما تبقى من ’حماس‘ وضمان أن تكون الحركة انتهت للأبد".

ويرى الجيش الإسرائيلي أن "حماس" انتهت وألا داعي لمواصلة القتال، ويقول المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ "إسرائيل حققت أقصى ما يمكن تحقيقه عسكرياً في غزة".

ويضيف "واشنطن تريد الوصول إلى نهاية للحرب في غزة بأسرع وقت. نعرف أن الوقت حان للجهود الدبلوماسية ولذلك قدمنا مقترحاً جديداً لسد الفجوات في المفاوضات، كما أعلن الجيش أن ’حماس‘ انتهت، نحن ندرك أنه لن يكون لها أي دور في مستقبل غزة والشعب الفلسطيني هو من يختار من يمثله في أية حكومة فلسطينية".

شارك الخبر: