هل ستغير هذه الحكومة الوضع المزري أم أنها ستعيد إنتاجه؟
لم نعد أمام التغيير الجذري الذي وعدونا به، وإنما أمام تدوير وظيفي؛ ومع كل ذلك استبشرنا بحكومة التدوير هذه.
لكن السؤول الأهم الذي يراود كل مواطن، هو: هل ستغير هذه الحكومة الوضع المزري أم أنها ستعيد إنتاجه؟
الكل متطلع إلى حكومة التغيير بوجوهها الجديدة على أنها ستحقق تغييرًا ولو نسبياً؛ لا لأن التشكيلة مؤهلة للتغيير؛ وإنما لأن المرحلة تفرض على أصحاب القرار إعادة النظر في استراتيجيتهم التي كانوا يستخدمونها تجاه الحكومات السابقة.
فالنجاح والفشل من وجهة نظر الخبراء ليس في الحكومات التي سبقت هذه ولا في التي تلتها، وإنما في توفر إرادة تمكينهم في مهامهم من عدمه من قِبل المعنيين، ورفع أيدي المشرفين عن التدخلات في اختصاصاتهم، مما يقطع أي ذرائع تمنع من تفعيل مبدأ الثواب والعقاب أمام كل مسؤول.
لكن وضع المنطقة هذه الأيام وما يحصل في "غzة" و خصوصا بعد "ق. تل" الشه (ي) د" (إسماعيل هنية) وما يتضمنه من تحدي "إسرائ . يلي" لكل دول المحور؛ وضع تلك الدول أمام محك خطير ومواقف محرجة، ليس أمام الرأي العام الدولي؛ وإنما أمام شعوبهم وأتباعهم، تتطلب تغيير طريقة تعامل تلك الدول والحركات مع شعوبهم وأتباعهم خصوصًا أنه قد تمّ استهلاك جميع الأوراق الأخرى التي كانت تستخدم لتبرير تنصلاتها من جميع الاستحقاقات لشعوبها ولم تعد تجدِ نفعا.
العجيب أنك تجد أن لدى حركات الإسلام السياسي نمط واحدًا. شيعة وسنة، فما في تونس ومصر وليبيا و... نفس ما عندنا في اليمن، وهو أنهم يحاولون أن يحكموا الشعوب بعقلية التنظيم والحزب والمذهب وليس بعقلية الدولة والقانون.
نأمل أن تكون عقلياتهم قد تغيرت مثلما تغيرت نسبيا عقلية طالبان في أفغانستان، وأن يحكمونا بعقلية الدولة، وأن يكونوا قد استفادوا من تجارب من سبقهم.