يسعى ريال مدريد، المرشح الأوفر حظًا للاحتفاظ بلقبه، إلى فرض هيمنته على البطولة الإسبانية لكرة القدم بمساهمة نجمه الجديد الفرنسي كيليان مبابي، في مواجهة منافسين شرسين هما برشلونة وصيفه وغريمه التقليدي وأتلتيكو مدريد جاره، وقد عزّز كلّ منهما صفوفه هذا الصيف.
يريد ريال مدريد الذي أنهى للتو موسمًا تاريخيًا بثلاثية الدوري ودوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الإسبانية بقوة جماعية لا تنضب، مواصلة زخمه وكتابة صفحة جديدة في تاريخه الغني.
- تأثير مبابي؟ -
يهدف ريال مدري الذي أبهر العالم الموسم الماضي (95 نقطة، هزيمة واحدة فقط)، إلى تكرار موسم مماثل من الطراز الرفيع بثلاثي هجوم أرعب أوروبا مسبقًا: مبابي، (البرازيلي) فينيسيوس، (الإنكليزي) جود بيلينغهام، ثلاثة من المرشحين الرئيسيين لجائزة الكرة الذهبية.
سيتعيّن على المهاجم الفرنسي الذي سجل 44 هدفًا في 48 مباراة الموسم الماضي مع باريس سان جرمان، الاندماج في خطة 4-4-2 الماسية التي يضعه فيها المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في مركز قلب الهجوم رقم 9، حتى لو كان بإمكانه اللعب في جميع المراكز الهجومية.
قال المهاجم الفرنسي خلال تقديمه لوسائل الإعلام وجماهير النادي الملكي: "سأهب حياتي من أجل هذا النادي وهذا الشعار. أنا فخور بتحقيق حلمي وأن أصبح لاعبًا في أفضل نادٍ في تاريخ كرة القدم"، مؤكدًا أن الأمر يتوقف عليه من أجل الانسجام بشكل أفضل في صفوف فريقه الجديد.
أمام مبابي الذي يدرك جيدًا أن أنصاره وخصومه ينتظرونه بفارغ الصبر، عالم كامل يجب أن يغزوه ليثبت نفسه كوجه جديد في بطولة يتيمة من النجوم منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.
- برشلونة يراهن على فليك.. والماسيا –
في محاولة لمطاردة منافسه المدريدي الكبير وتنفيذ عملية "إعادة بناء الصفوف" التي بدأها مدربه السابق تشافي هرنانديس، اعتمد نادي برشلونة على الألماني هانزي فليك، المدرب السابق لبايرن ميونيخ، الشهير بلعبه الهجومي.
من الناحية المالية، لا يستطيع النادي الكاتالوني أن ينفق بشكل جنوني كي يوفر لفليك فريقًا مدججًا بالنجوم مثل أنشيلوتي، لكنه نجح في إعادة ظاهرة كأس أوروبا الأخيرة داني أولمو إلى صفوف النادي.
تخرّج أولمو الذي ساهم بشكل كبير في تتويج "لا روخا" بلقب كأس أوروبا في ألمانيا، من أكاديمية لا ماسيا ولكنه لم ينجح في حجز مكان أساسي في تشكيلة النادي الكاتالوني إلا بعد تألقه في تجربتين رائعتين مع دينامو زغرب الكرواتي ولايبزيغ الألماني.
صفقة أولمو مرحب بها جدًا في صفوف فريق أنقذه العام الماضي الانفجار المبكر لمواهبه الشابة من لا ماسيا، لامين جمال وباو كوبارسي وفرمين لوبيس وأهداف المهاجم المخضرم الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
بعد خيبته الجديدة في نهاية الموسم الماضي بإنهائه في المركز الرابع وخروج قاس من ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا على يد بوروسيا دورتموند الألماني الوصيف، أغدق أتلتيكو مدريد في الإنفاق لتعزيز صفوفه.
تعاقد مع المهاجمين الأرجنتيني خوليان ألفاريس والنروجي ألكسندر سورلوث، والمدافع الفرنسي الأصل الإسباني الجنسية روبان لو نورمان.
في المقابل، من المؤكد أن جيرونا، المفاجأة الجميلة للموسم الماضي، سيعاني لمواجهة رحيل أفضل لاعبيه البرازيلي سافينيو المنتقل إلى مانشستر سيتي الإنكليزي، والأوكراني أرتيم ألكسندروفيتش دوفبيك، هداف الدوري الموسم الماضي، المنتقل إلى روما الإيطالي، ومواكبة الوتيرة المكثفة لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي سيخوض غمارها للمرة الأولى في تاريخه.
ويطمح أتلتيك بلباو وريال سوسيداد اللذان نجحا حتى الآن في الاحتفاظ بنجميهما نيكو وليامس والياباني تاكيفوسا كوبو، إلى خلط الأوراق، حتى لو كانت المعركة على اللقب ستكون محصورة مرة أخرى بين العمالقة.