منذ استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران، هناك حالة ترقب تسيطر على منطقة الشرق الأوسط بالكامل للرد الإيراني والتصعيد المحتمل ضد إسرائيل من قبل الحركات والجماعات المسلحة الموالية لإيران.
ونستعرض فيما يلي أهم التطورات على صعيد التوترات والتصعيد المحتمل بين أطراف الصراع وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب لتشمل المنطقة بأكملها وتحول الحرب إلى صراع إقليمي شامل.
وأعلنت حركة حماس استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية في طهران الأربعاء الماضي حسب وصف بيان للحركة، بينما لم تعلّق إسرائيل أو تُعلن أنها وراء مقتل هنية. وكان الحرس الثوري الإيراني قد قال إن "مقذوفا جويا" استهدف مقر إقامة هنية في العاصمة الإيرانية. وكان هنية هناك لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وجاء اغتيال زعيم حماس بعد ساعات فقط من قيام إسرائيل باغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، في ضربة في ضاحية بيروت زادت المخاوف من توسع النزاع الدائر منذ نحو عشرة أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
محادثات بايدن ونتنياهو
جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن "التزامه بأمن إسرائيل ضد جميع التهديدات الإيرانية"، وذلك في اتصال هاتفي بين الزعيمين الجمعة، وفقا لبيان صدر عن البيت الأبيض.
وقال البيان: "بايدن بحق خلال الاتصال الجهود المبذولة لدعم دفاع إسرائيل ضد التهديدات، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لتشميل عمليات عسكرية تتضمن نشر قوات دفاعية أمريكية جديدة".
وأضاف البيان أن الرئيس الأمريكي "أكد التزامه بأمن إسرائيل ضد جميع التهديدات الإيرانية، بما في ذلك الجماعات الإرهابية بالوكالة حماس وحزب الله والحوثيين".
يأتي هذا الاتصال في إطار تكثيف المباحثات الأمريكية الإسرائيلية – منذ مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس في هجوم صاروخي استهدف مقر إقامته في إيران – التي تستهدف دراسة الاستجابة الأمريكية لأي عمل عدائي قد تقدم عليه إيران ضد إسرائيل في إطار التصعيد الذي تبنته ظهران عقب مقتل هنية.
ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء أكد للرئيس الأميركي جو بايدن -خلال اتصال هاتفي –عمل واشنطن وفق المتطلبات الأمنية لإسرائيل.
وذكر موقع "إسرائيل هيوم" أن تقديرات إسرائيل تشير إلى أن إيران ستشن هجوما أكبر وأضخم من الهجوم السابق الذي نُفذ أبريل/ نيسان الماضي.
تهديدات إيران
وعد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، الجمعة، إسرائيل بـ"انتقام قاسي وحتمي"، رداً على مقتل القيادي في "حزب الله" اللبناني، فؤاد شكر.
وجاء ذلك في رسالة وجهها "سلامي" إلى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، قدم خلالها التعازي في مقتل شكر في غارة إسرائيلية، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
تأتي تلك التهديدات بالانتقام لمقتل هنية لتعزز مخاوف إسرائيل والولايات المتحدة حيال الرد الإيراني على الهجوم الذي قتل زعيم حماس، وهو الموضوع الأساسي الذي دارت حوله المحادثات عبر الهاتف بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
واشنطن تعزز قواتها في الشرق الأوسط
في غضون ذلك وفي إطار تعزيز الدفاعات الأمريكية عن إسرائيل، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أطلع نظيرة الإسرائيلي غالانت على التغييرات الحالية والمحتملة في توزيع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وفقاً لوكالة أنباء رويترز.
وأشارت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينغ إلى أن أوستن أبلغ ويزر الدفاع الإسرائيلي غالانت بأن البنتاغون بصدد اتخاذ إجراءات إضافية تشمل تغييرات في وضع القوات الدفاعية الحالية والمستقبلية، بهدف تعزيز الدعم لإسرائيل.
وأكدت سينغ أن هذه الخطوات قد تتضمن نشر قوات أمريكية إضافية في المنطقة، إلا أن الوزير أوستن لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن القدرات الإضافية التي قد يتم إرسالها.
ورغم عدم الإفصاح عن تفاصيل إعادة نشر وتوزيع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وحجم ونطاق القوات الإضافية، يرجح إلى حدٍ كبيرٍ أن تغير عملية إعادة التوزيع الملامح الاستراتيجية والعسكرية للمنطقة بأكملها في الفترة المقبلة وأن يؤثر ذلك على خريطة القوى المنخرطة في الصراع في المنطقة.
مفاوضات القاهرة
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن فريق المفاوضات سيغادر إلى القاهرة مساء السبت أو صباح الأحد المقبل لاستئناف المباحثات.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن توترا كبيرا وقع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفريق التفاوض خلال اجتماع عقد الأربعاء الماضي.
وذكرت أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار قال لنتنياهو خلال الاجتماع "نشعر أنك ترسلنا للتفاوض ثم تجري تغييرات على الخطوط العريضة للصفقة".
وقالت إن أحد المشاركين في الاجتماع اتهم نتنياهو بأن مقترحه بشأن محور نتساريم سيؤدي لفشل الصفقة.
لكن القيادي في حماس سامي أبو زهري شكك في نوايا نتنياهو عندما أعلن الأخير إرسال فريق التفاوض إلى القاهرة من أجل المشاركة في المحادثات التي تستهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وقال أبو زهري لوكالة أنباء رويترز: "نتنياهو لا يريد أن يوقف الحرب بينما يطلقتصريحات واهية للتعتيم على جرائمه وتفادي ما قد يترتب عليها من عواقب".
تطورات ميدانية
على الصعيد الميداني، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن حزب الله نقل كبار قياداته من الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت بسبب مخاوف حيال غارات إسرائيلية محتملة.
وقالت تقارير إن الحركة اللبنانية نقلت معدات عسكرية إلى أماكن بعيدة عن العاصمة اللبنانية خشية استهدافها من قبل إسرائيل.
وأعلنت كتائب القسام أنها استهدفت "وقع صوفا العسكري بعشرة صواريخ ’رجوم‘ 114 ملم"، ويعتقد أن هذه الصواريخ أُطلقت نحو بلدات غلاف غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن البحرية الإسرائيلية استكملت في الأيام القليلة الماضية وبنجاح اختبارا لنظام اعتراض "LRAD" بعيد المدى المصمم لصد عدد من التهديدات بما يشمل صواريخ كروز.
وأجري الاختبار في وقت ترتفع فيه حالة التأهب في إسرائيل استعدادا لهجمات محتملة من إيران ووكلائها في المنطقة.