• الساعة الآن 01:00 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

هجوم الجولان ينذر بخطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

news-details

جاء الهجوم الصاروخي على بلدة مجدل شمس في الجولان، السبت، ليزيد من خطر تصعيد المواجهة القائمة بالفعل بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران، وتحولها إلى "حرب شاملة"، حيث يعتبر مراقبون أن ما حدث بمثابة "اللعب بالنار".

وقتل 12 شخصا، من بينهم أطفال، في قصف صاروخي على الجولان، السبت، حيث اتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عن الضربة، متوعدة بأنه سيدفع "ثمنا باهظا"، فيما نفى حزب الله مسؤوليته.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن صاروخا "إيراني الصنع" استُخدم في الهجوم الذي وقع في ملعب لكرة القدم ببلدة مجدل شمس في الجولان.

وأضاف أن "النتائج الجنائية في الموقع تشير إلى هذا الصاروخ (فلق-1) والذي تستخدمه فقط جماعة حزب الله الإرهابية، والتي نفذت هذا الهجوم".

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، السبت، عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن إدارة الرئيس جو بايدن، تشعر "بقلق بالغ" من أن يؤدي الهجوم إلى "حرب شاملة" بين إسرائيل وحزب الله.

وقال مسؤول أميركي للموقع: "ما حدث اليوم قد يكون المحفز الذي كنا نشعر بالقلق بشأنه، وحاولنا تجنبه لمدة 10 أشهر".

وسقط الصاروخ على بلدة مجدل شمس، وهي بلدة ذات أغلبية درزية، حيث كان جزء من وابل صواريخ بلغ نحو 40 صاروخا أُطلقت من لبنان على إسرائيل بعد ظهر السبت، حسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

واعتبر الزميل الباحث في مبادرة الشرق الأوسط بكلية كينيدي بجامعة هارفارد، دانييل سوبلمان، أن الحادث بمثابة "تذكير بأن هذا النوع من إدارة الصراعات لا يزال ينطوي على اللعب بالنار، وأن الأطراف لا تملك السيطرة الكاملة على التصعيد".

وأضاف لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن ضربة السبت كانت الأكثر خطورة ضد إسرائيل في 9 أشهر من القتال مع الميليشيات المتواجدة في لبنان.

وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، وأدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وعلى خلفية الهجوم على الجولان، اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مع كبار القادة العسكريين لتقييم الوضع، وفق "وول ستريت جورنال".

فيما من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، فور عودته إلى إسرائيل قادما من الولايات المتحدة، جلسة مشاورات للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية، في حوالي الساعة 13:00 بتوقيت غرينيتش، وفق مراسل "الحرة".

والأحد، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن الجيش رفع جاهزيته إلى "المرحلة التالية" من القتال في شمال البلاد، متعهدا بضرب جماعة حزب الله اللبنانية بـ"صورة قاسية".

وقال هاليفي، خلال جولة تفقدية في مجدل شمس: "رفعنا جاهزيتنا إلى المرحلة التالية من القتال في الشمال. وسنضرب حزب الله بصورة قاسية وسنعيده إلى الوراء، كما أننا سنحقق الأمن وسنعيد السكان في الشمال إلى ديارهم".

وردت إسرائيل في ساعات الليل على الضربة، بشن غارات متزامنة على 7 مناطق مختلفة "في عمق وجنوبي لبنان".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الغارات "استهدفت مخازن أسلحة وبنى إرهابية في مناطق شبريحة وبرج الشمالي والبقاع وكفركلا ورب ثلاثين والخيام وطير حرفا".

ومع ذلك، تتزايد الدعوات داخل إسرائيل من أجل أن يكون هناك رد ضد حزب الله ولبنان، حيث قال رئيس حزب المعسكر الرسمي، بيني غانتس، إن الكارثة التي وقعت في مجدل شمس "لا تطال القرية فحسب، وإنما دولة إسرائيل بأكملها".

وأضاف غانتس الذي استقال من ائتلاف رئيس الوزراء، خلال مقابلة إذاعية، أن هذا الوضع "لا يمكن أن يستمر" وأنه يجب أن يكون هناك رد ضد حزب الله وضد دولة لبنان.

فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لموقع "أكسيوس"، إن "هجوم حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء"، متوعدا بأن يكون الرد "وفقا لذلك".

وينص القانون الإسرائيلي، حسب "أكسيوس"، على ضرورة موافقة مجلس الوزراء الأمني ​​على العمليات العسكرية التي قد تؤدي إلى الحرب، وهو الاجتماع الذي من المتوقع أن يقوده نتانياهو، الأحد.

والسبت، تحدث مستشارا بايدن، بريت ماكغورك وآموس هوكشتاين، مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين، بعد الهجوم الصاروخي، وفق الموقع.

وأعرب هوكشتاين عن قلقه إزاء الوضع في اتصال مع الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، الذي قال في بيان إنه أبلغ هوكشتاين بـ"ضرورة أن توقف الولايات المتحدة العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة".

ونددت الولايات المتحدة، السبت، بالهجوم الصاروخي، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن واشنطن "تندد بالهجوم الصاروخي على قرية درزية بالجولان".

ودان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الهجوم، لكنه حث "جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد".

فيما قال متحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل"، إن قائد القوات على اتصال مع إسرائيل ولبنان من أجل تخفيض التوتر بالمنطقة.

ومنذ بدء التصعيد على خليفة الحرب في غزة، استهدف حزب الله شمال إسرائيل، بأكثر من 6000 صاروخ و300 طائرة مسيرة، فيما ردت إسرائيل بشن هجمات، أغلبها على جنوب لبنان، وفقا لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

وأسفر القصف المتبادل، عن مقتل نحو 500 شخص على الأقل في لبنان بينهم 95 مدنيا و328 مقاتلا من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.

بينما أعلن الجانب الإسرائيلي مقتل 29 شخصا، غالبيتهم من الجنود.

شارك الخبر: