أعرب مواطنون إيرانيون عن خشيتهم من فوز المتشدد سعيد جليلي، بانتخابات الرئاسة التي بدأت جولتها الثانية، الجمعة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإصلاحيين كانوا قد عمدوا إلى "تكتيكات الخوف" قبل بدء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، محذرين من عواقب فوز المتشددين، في محاولة منهم للتأثير على الأغلبية الصامتة التي قاطعت الجولة الأولى.
وفي الجولة الأولى، نال المرشح الإصلاحي مسعود بازشكيان، 42,4 في المئة من الأصوات، في مقابل 38,6 في المئة لجليلي، بينما حلّ ثالثا مرشح محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف.
وسيفصل الناخبون في الدورة الثانية بين بازشكيان (69 عاما) الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب، وبين جليلي (58 عاما) المعروف بمواقفه المتصلبة في مواجهة القوى الغربية.
بدء التصويت في "جولة الحسم" لاختيار رئيس إيران قال وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، للتلفزيون الرسمي إن الإيرانيين بدأوا التصويت في الجولة الثانية بالانتخابات الرئاسية، الجمعة، وسط عزوف من الناخبين وتصاعد التوترات الإقليمية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وحذر مواطنون مثل علي رضا، وهو عامل حرفي من طهران، من مغبة التوجه نحو المتشددين، قائلا: "شعرنا بالتهميش في السنوات الأخيرة، لكن العودة إلى الأساليب القديمة ليست خياراً".
أما الطالبة الجامعية زهراء، فقالت: "نريد التغيير، لكننا نخشى أن تقتلنا السياسية الداخلية قبل أن تنقذنا أي إصلاحات".
من جانبها، قالت طالبة أخرى رفضت الإفصاح عن اسمها الحقيقي ودعت نفسها بـ"رؤيا"، إن وفاة الشابة مهسا أميني بقسم شرطة الأخلاق في سبتمبر 2022، وما تبع ذلك من احتجاجات شعبية في معظم أنحاء البلاد، "أيقظ الناس وجعلهم أكثر وعياً من ذي قبل".
وتابعت: "عائلتي متدينة، ولم يصوت سوى واحد من إخوتي من بين 6 أشقاء"، زاعمة أن أخاها الذي أدلى بصوته "تعرض لغسيل دماغ".
وعبّرت عن يأسها، مبررة عدم مشاركتها في الاقتراع بقولها: "إنها لعبة قذرة.. والتصويت لن يحدث أي فرق".
وعندما سئلت عن سبب تأجيج السخط، قالت: "الظلم، وانعدام الأمن الذي نشعر به.. انعدام الشفافية والأكاذيب”.
وفي نفس السياق، قال الوزير السابق، محمد جواد آذري جهرمي، الداعم لبيزشكيان، إنه لا ينبغي السماح لإيران "بالوقوع في أيدي طالبان"، مشبها وصول جليلي إلى سدة الرئاسة بسيطرة الحركة الأصولية التي تحكم أفغانستان في الوقت الحالي.
في المقابل، رد جليلي على انتقادات الإصلاحيين في مناظرة متلفزة، قائلاً: "هل من المفيد أن نقول لـ10 ملايين (ممن صوتوا للمتشددين) أنكم من طالبان؟".
جذب "المنعزلين"
دعا بيزشكان، الذي يأمل بأن يكون أول رئيس إصلاحي للبلاد منذ عقدين من الزمن، الناس إلى المشاركة بكثافة في الجولة الثانية، محذرا من أن "أفراداً خطرين وغير جديرين بالثقة وعديمي الخبرة"، قد يحوّلون إيران إلى "مختبر عملاق لأفكارهم الغريبة".
وتابع: "انضموا إلينا حتى نتمكن من تفادي الكارثة".
وبدوره، اعترف محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإصلاحي السابق، محمد خاتمي، بأن جذب "الناخبين المنعزلين مهمة صعبة".
وقال أبطحي: "تغيير الأجواء أمر صعب للغاية بالنسبة للإصلاحيين، كما أنه صعب نسبياً بالنسبة للمتشددين، لأنه لم يكن من السهل عليهم الدفاع عن سياسات (الرئيس الراحل إبراهيم) رئيسي في السنوات القليلة الماضية".
يشار إلى أن الدورة الأولى التي جرت قبل أسبوع، بلغت نسبة الإقبال فيها 39,92 في المئة من أصل 61 مليون ناخب، في أدنى مستوى لها على الإطلاق منذ قيام الجمهورية قبل 45 عاما، علماً بأن نسبة المشاركة في التصويت كانت في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته تناهز 80 في المئة.