• الساعة الآن 09:31 AM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الحرب في السودان تتوسع إلى جبهات جديدة

news-details

اشتدت المعارك بين الحيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم بشكل أعنف وباستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف الطيارات الحربية والمسيرة خلال اليومين الماضيين، في أحدث تطور فصول الصراع القائم بين الطرفين، فيما اتسعت دائرة القتال لتشمل مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، بينما لا تلوح أي بوادر لإنهاء النزاع، خاصة بعد أن عجزت وساطات دولية في إحلال السلام بالبلاد.

وأفاد شهود بأن الطيران الحربي حلق بكثافة مع سماع دوي مدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء العاصمة، كما قال آخرون إن مدينة بحري شمال العاصمة شهدت اشتباكات عنيفة، مع تحليق طائرات الجيش السوداني وسماع أصوات مدفعية.

وفي مدينة أم درمان غرب العاصمة، ذكر شهود عيان أن المنطقة شهدت قتالا بالأسلحة الثقيلة والخفيفة ومطاردات في الشوارع.

وفي مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان (جنوب) أفاد شهود بأن قوات "الدعم السريع" ما زالت تحاصر المدينة من 3 محاور.

 وترجع الأهمية الاستراتيجية لمدينة الأُبيض إلى تواجد العديد من مستودعات تخزين المواد الغذائية والمساعدات الطبية لمنظمات الاغاثة لا سيما تلك التابعة للأمم المتحدة، فضلا عن مطار المدينة الذي يكتسي أهمية لوجيستية.

وسبق أن شهدت المدينة منذ اندلاع الحرب اشتباكات متقطعة بين القوتين أدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه وتردي الخدمات الصحية في مستشفيات المدينة.

ويرسم انضمام مدن في ولاية شمال كردفان (جنوب) إلى جانب الخرطوم ودارفور (غرب) وجنوب كردفان النيل الأزرق، وضعا ضبابيا لمستقبل إحلال سلام في البلاد.

ويعد اتساع خارطة الاشتباكات مؤشرا على أن هذا الصراع قد يستمر لفترة أطول طالما أن هناك قدرة لدى الطرفين على القتال في جبهات جديدة بعيدا عن المناطق المشتعلة منذ بداية القتال في الخرطوم ودارفور (غرب).

ويرى مراقبون أن فرضية استمرار الحرب لفترة زمنية أطول هو الخيار الأكثر ترجيحا لغياب حلول للأزمة حاليا أو حتى للوصول الي اتفاق لوقف إطلاق النار. كما أن دخول مناطق جديدة قد يزيد من فرص توسعها إلى مناطق أخرى ومدن لم تشهد بعد أي اشتباكات.

واتسم الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع بأنه يجري داخل المدن وهو الأمر الذي جعل مناطق السيطرة بينهما متداخلة وغير ثابتة، ما يعقد الموقف أكثر حيث يتقاسم الطرفان أماكن السيطرة وبذلك سيدافع كل منهما عن مكاسبه ويسعى لمزيد من السيطرة، خاصة في العاصمة الخرطوم حيث تتمركز قيادات قوات الجيش والدعم السريع وشهدت شوارعها قتالا عنيفا حول مقار استراتيجية.

وتزداد المخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات في البلاد في ظل وجود حركات مسلحة لازالت ترفع السلاح في وجه الخرطوم.

وهو ما حدث في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث اندلعت معارك فيهما مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو الذي يقاتل منذ العام 2011 في المنطقتين.

وخلال الأسبوع الماضي هاجمت "الحركة الشعبية" بقيادة عبدالعزيز الحلو مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق (جنوب شرق).

وسبق ذلك اتهام الجيش السوداني لقوات "الحركة الشعبية " بمهاجمة قواته في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان (جنوب) رغم الهدنة.

وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة مددت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.

والثلاثاء الماضي دعا قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الشباب السوداني للانضمام إلى الجيش لمواجهة قوات الدعم السريع.

وقال "حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية دولتنا ولذلك نطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع الدفاع أن لا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية".

ويرى المحلل السياسي السوداني عثمان فضل الله في تقييمه للوضع أن المؤشرات كلها تقود إلى أن الحرب ستتطول وتتوسع رقعتها الجغرافية، قائلا "ستدخل ولايات جديدة في القتال وسط وشرق وشمال البلاد".

وأشار إلى أن الوضع العسكري لم يتغير على الأرض كثيرا منذ اندلاع القتال منتصف أبريل/الماضي ويبقى بلا حسم.

ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.8 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.


شارك الخبر: