• الساعة الآن 12:03 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

انقلب السحر: مطار صنعاء مقفل بقرار أنصارالله

news-details

خاص | النقار

ماذا كانوا يريدون من احتجاز الطائرات؟ كان فعل ماضٍ مبنيًا بلا فاعل ولا بناء. كل ما في الأمر أن سلطة صنعاء أرادت ليّ ذراع سلطة عدن، فاكتشفت أن الذراع الذي لوته كان مجرد ذراع من عاج، تمامًا كذراعها التي ستقود بها الطائرات الأربع المحتجزة، تشوط بها مطار صنعاء سرحة وجيئة كما لو كانت سياكل في ميدان التحرير. لا إقلاع ولا هبوط، فالمطار الذي بحوزتها هي من قامت بإغلاقه هذه المرة، أو كما يقال: أغلقته بيدها ورجلها. لكن ليس مهمًا، طالما والطائرات الأربع رابضة في المطار تسر الناظرين، حيث يستطيع المشاط أو مدير مكتبه أو أبو أحمد أن يروحوا عن أنفسهم بها ويأتوا لتعلم القيادة أشواطًا أشواطًا، فيصبح المشاط المشوّط ركن طيار، إضافة طبعًا إلى رتبة المشير الركن التي لم يكن ليستبدلها بملء الأرض ذهبًا، فالذي قلده إياها هو "الراعي" بنفسه، وبشحمه ولحمه.

بطبيعة الحال، إذا كان الحديث هنا عن غباء هؤلاء، أي سلطة صنعاء، فليس حديثًا عن ذكاء أولئك، أي سلطة عدن. كل ما هنالك أن الكويت نظرت إلى العليمي بعين الشفقة وهي تراه بلا طائرات بعد أن جردته جماعة صنعاء منها، وهو الذي لا يستطيع هو وحكومته البقاء يومًا واحدًا دون سفر وشحن جوي، وبالتالي ارتأى أميرها آل صباح أن ينقذ "نظيره" آل عليمي من فضيحة مجلجلة، فأعلن عن "مكرمة" أميرية كويتية تتمثل في ثلاث طائرات ومحركين. وبصرف النظر ما إذا كانت المسألة شراكة أم هبة، فهي بالنسبة للعليمي إنقاذ فعلي ومكرمة حقيقية. وليس ذلك فحسب، بل وصفعة في وجه جماعة صنعاء التي اعتقدت أنها بفعلها ذاك تستطيع فرض شروطها على العالم، وليس فقط على الطرف الآخر الذي قالت إنه يريد أن يستحوذ على إيرادات "الشركة الوطنية الرائدة". فها هو ذا المطار قد أغلق، وها هي ذي طائرات الشركة الوطنية الرائدة قد عادت أدراجها بسلام وبلا حراك. وليس هذا فحسب، بل وأصبح إغلاق المطار هذه المرة عملًا وطنيًا من قبل سلطة صنعاء بعد أن تأكدت من عودة وفد حجيجها الرسمي بقيادة اللواء يحيى الرزامي. أما العالقون بالآلاف في مطار جدة فلهم الله.

الآن لن تستطيع سلطة صنعاء أن تصرخ مثلما ظلت تفعل طيلة سنوات: افتحوا مطار صنعاء. ففي اللحظة التي كان ذلك المطار البائس قد بدأ يستفيق من غياهب سنوات طوال، ويستعيد بعضًا من صفته كمطار، تأتي سلطة المشاط لتحتجز طائرات مدنية بأسلوب لا يحدث مع سلطة تحترم نفسها على الإطلاق، بل هو أسلوب جماعة كأن كل أدبيات أدائها أصبحت منحصرة في مفردات ثلاث: اعتقال، اختطاف، احتجاز.

المطار مغلق يا يمنيين، فأنتم وحدكم المجني عليكم دائمًا وأبدًا. عليكم أن تعانوا مشقة السفر وكآبة المنظر في المنفذ البري بالوديعة. هناك تتكدس أجسادكم وأوجاعكم ودموعكم، لكم الله أولًا وآخرًا.

شارك الخبر: