في قضية فتح طريق الحوبان التي شهدتها مدينة تعز مؤخرا برز إلى المشهد شخصيتان "استثنائيتان" إحداهما تمثل سلطة صنعاء: أحمد المساوى القائم بأعمال محافظ تعز لدى أنصار صنعاء، وعبد الكريم شيبان رئيس لجنة التفاوض لفتح الطرقات لدى حكومة العليمي. كلاهما من أبناء تعز وعند الضرورة يتمسكان بالانتماء لسواها، باعتبار جذور ذاك من العدين وجذور هذا من حجة. وليست القضية هنا على أية حال، ولا في كونهما هاشميين أيضا، بقدر ما هي أن الرجلين يمثل كل منهما طرفا ضد طرف، أو هكذا يبدو من التقائهما في تعز وادعاء كل منهما شرعية الطرف الذي يمثله في فتح الطريق بعد أكثر من تسع سنوات من الإغلاق والتخندق، وإذا بالتفاصيل تكشف أن أحدهما متزوج بأخت الآخر.
هذه المفارقة قد تكون غير ملفتة لو لم يكن هناك فتح لطريق الحوبان من قبلهما أو لو لم يكونا حاضرين بقوة فيه كخطوة انتظرها الآلاف من أبناء مدينة تعز. ولعلهما تصافحا بحرارة عند المنفذ بعد إزالة المخلفات عنه وعبور أول سيارة إلى المدينة، قائلا كل منهما للآخر: أهلا بالصهير.
وأيا يكن الأمر، فإن دور مثل هذه العلاقات الاجتماعية قد يكون هو العامل النهائي الحاسم بالنسبة لليمنيين الذين شرذمتهم التخندقات وجزأتهم إلى كنتونات متهالكة.
في تصريح أخير لموقع "تعز تايم"، اليوم، تحدث رئيس لجنة التفاوض عن حكومة العليمي عبد الكريم شيبان عن المنافذ الجديدة التي ينسقون مع الطرف الآخر (أنصار الله) لفتحها في تعز، مشيرا إلى أن "التواصل والتنسيق مع الحوثيين مستمراً من أجل فتح منافذ أخرى لمدينة تعز، حتى يتسنى دخول الناقلات الكبيرة والمتوسطة والبضائع واحتياجات الناس من مواد غذائية".
وبحسب "تعز تايم"، فقد قال شبيان: "نقوم حالياً بالتنسيق من أجل العمل على فتح خط (مفرق الذكرة - شارع الستين - مفرق العدين - سوق الرمدة - عصيفرة) وكذلك خط (مفرق الذكرة - خط الستين - مفرق شرعب - مصنع السمن والصابون - المطار القديم - بير باشا - المدينة)..."، مضيفا أن "اللجنة الحكومية تنظر رد الحوثيين الخاص بفتح هذه المنافذ الى جانب منفذ (الكمب - جولة القصر) الذي جرى تخصيصه لعبور السيارات الصغيرة وأصبح مزدحما وغير كاف".
أما أحمد أمين المساوى، القائم بأعمال محافط تعز عن أنصار الله فقد قال، أمس، في تغريدة على منصة إكس رصدتها النقار مرفقا إياها بمقطع فيديو، إنه "بناءً على توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، نائب رئيس الوزراء وزير المالية، والقائم بأعمال محافظ تعز يطلعان على الاحتياجات الأساسية لطريق قصر الشعب مدينة تعز وأبرز احتياجات الخط من الأسفلت والإنارة".
عدد من الناشطين علقوا ضمنا على تصريحات الطرفين بالقول إن علاقة المصاهرة بين شيبان والمساوى قد تكون في النهاية هي الحاسمة في فتح طريق الحوبان وما سيليه من فتح للطرق الأخرى، مشيرين إلى أن على الرجلين من الآن فصاعدا أن يخلعا عنهما الصفات الرسمية ويتمسكا فقط بعلاقة المصاهرة تلك التي يبدو أنها ستكون هي الحل الوحيد المتبقي أمام المدينة المنكوبة.