• الساعة الآن 05:25 AM
  • 6℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أسئلة حول تصريحات السامعي

news-details

خاص | النقار

أثارت التصريحات الجديدة للقيادي في المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله سلطان السامعي جدلا كبيرا في الشارع اليمني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

تحدث السامعي في اللقاء الذي أجرته معه قناة "اليمن اليوم"، السبت الماضي، عن اختراق تعيشه سلطة صنعاء من قبل أجهزة استخباراتية دولية، وتحديدا أمريكية وصهيونية، تمكنت من اختراق جهاز السلطة وعبر شخصيات من العيار الثقيل تتولى مناصب مهمة في الدولة.

قال السامعي إنه يضع تلك الحقيقة أمام العالم، متوعدا بأنه ستتم محاكمة "أولئك" قريبا. لكن السؤال هو: من هم "أولئك" بالتحديد؟ ومتى "قريبا" هذه؟ وهل أن السامعي هنا يواصل ما بدأه رئيس المجلس السياسي للجماعة مهدي المشاط من حديث عن خلايا أمريكية وعن الخطة الأمريكية رقم (ب) التي تم العثور عليها حسب قوله في السفارة الأمريكية بصنعاء قبل أعوام؟ أم أن اكتشاف الاختراق ذاك جاء من خارج الخطة، وبالتالي داخل المنظومة الحاكمة نفسها؟

انقسمت الآراء حول تصريحات السامعي بين من اعتبرها دفعا من قبل سلطة صنعاء بالرجل للحديث عن وجود تآمر من الداخل يجري برعاية أمريكية صهيونية، بحيث يتسنى لتلك السلطة التخلص في قادم الأيام من بعض الأسماء سواء المحسوبة على الأنصار أو على من يسمونهم حلفاءهم وشركاءهم في الحكومة، فيخلو لها الجو حينها من خلال ذلك العنوان العريض: التخابر مع الأعداء.

والمعطى الذي يبني عليه أصحاب هذا الرأي هو أن ما تحدث عنه السامعي لا يختلف كثيرا عما يتحدث عنه المشاط حول وجود مؤامرة تحاك. ويحاولون تأييد رأيهم بأن سكوت السلطة عما قاله السامعي وعدم اعتراض ناشطيها وجهازها الإعلامي هو دليل على رضاها بل وعلى سعيها لترويج تلك الرواية من خلال سلطان السامعي باعتباره مازال محتفظا بمصداقيته لدى الشارع عكس المشاط تماما وبقية الشلة. وبالتالي فإن السامعي بحسبهم تكفل عن دراية أو غير دراية بأداء المهمة التي عجز عنها المشاط، مشيرين إلى أن توعده بمحاسبة أولئك المتورطين مع أجهزة الاستخبارات وتقديمهم للمحاكمة أمر ليس له أن يحدث لو أن سلطة الأنصار ليست راضية أو مباركة، بدليل أن السامعي بصفته الرئاسية والبرلمانية لم يستطع أن يسحب الثقة عن وزير الصناعة والتجارة محمد شرف المطهر.

أما أصحاب الرأي الآخر فقد اعتبروا أن تصريحات السامعي حول وجود اختراق في سلطة صنعاء من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية إدانة لسلطة صنعاء نفسها، أي لجماعة أنصار الله، وبالتالي هو يتحدث عن قيادات كبيرة في الدولة من داخل الجماعة نفسها سيتم الكشف عنهم ومحاكمتهم.

ويحاول أصحاب هذا الرأي تأييده بمعطى مفاده أن السامعي على خلاف شديد مع رئيس المجلس مهدي المشاط، وأنه قرر إعلان الحرب معه منذ وقت مبكر، بدليل حديثه في اللقاء نفسه عن عدم وجود شراكة حقيقية مع أنصار الله في الوقت الحالي على عكس ما كانت عليه في عهد الصماد.

ويشيرون إلى أن مثل هكذا تصريح قد يخلط الأوراق ويربك المشهد السياسي لدى الجماعة المرتبك أصلا، مما قد يعجل بتشكيل حكومة جديدة وإجراء تغييرات في بنية سلطة الحكم القائمة.

شارك الخبر: