هل ترون بينكم ومن حولكم وجوها بعد أن عاشت عزيزة كريمة، بات ينحت عليها إزميل الفقر، عفة ملامحها الأخيرة؟!
هل تشعرون بقلوب تنبض على استحياء، كي لا تصدر ضجيجا يفضح للمارة، عجزها عن شراء رغيف خبز أو كتاب مدرسة أو قطرة دواء؟!
هل تسمعون ذاك الأنين المكتوم، لأب مهموم فقد راتبه وخانته جيوبه، فما عادت أبوته تجدي نفعا، وما عاد كبريائه يحمل شيئا يصنع فرحا في حدقات أولاده؟!
لا تبحثوا عنهم في طوابير إذلال السلال الغذائية، وتعلقهم بنوافذ سياراتكم لتمنحوهم فتاتكم!
إنهم أشرف وأطهر وأكرم وأعز، من أن يمدوا إليكم أعينهم، لتعود ممتلئة بأي وظيفة ومنصب ومال!