لم يكن أيوب الكعبي ليحلم بالوصول إلى ما حققه أمس في أثينا حين تسبب زلزال تركيا بمغادرته فريقه هاتاي سبور للبحث عن بديل كان السد القطري الذي شكل محطة عبوره للعب مع أولمبياكوس.
وحتى أن أولمبياكوس لم يكن في حساباته على الإطلاق حين تعاقد مع المهاجم الدولي المغربي بأنه سيحقق ما عجزت عنه جميع الأندية اليونانية مجتمعة، وهو منح البلاد لقبها القاري الأول.
ولكن هذا الأمر تحقق مساء أمس الأربعاء على الأراضي اليونانية، في العاصمة أثينا بالتحديد، حين تغلب أولمبياكوس على فيورنتينا الإيطالي في نهائي مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي بهدف وحيد سجله قبل أربع دقائق على نهاية الشوط الإضافي الثاني.
وكان الكعبي الذي سيحتفل الشهر المقبل بعيد ميلاده الـ31، بطل هذا الانجاز بتسجيله برأسية الهدف الوحيد الذي أدخله التاريخ من أوسع أبوابه حيث تفوق على أرقام لنجوم كبار على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو، المصري محمد صلاح والفرنسي كريم بنزيما.
وكان الكعبي لاعبا مجهولا إلى حد كبير على الساحة القارية قبل الدور نصف النهائي لمسابقة دوري المؤتمر الأوروبي حين سجل خمسة أهداف في أسبوع واحد ليقصي أستون فيلا الإنجليزي ومدربه المتخصص بإحراز الألقاب القارية الإسباني أوناي إيمري.
وقبل وصوله إلى أولمبياكوس صيف عام 2023، لعب الكعبي لموسمين مع هاتاي سبور التركي الذي كان فعليا محطته الأولى في أوروبا.
خلال هذه الفترة، نجح الكعبي في تسجيل 26 هدفا في 55 مباراة، إلا أن موسمه الثاني مع الفريق وصل إلى نهاية مبكرة بعدما انسحب الأخير من الدوري بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وأدى إلى تدمير مقر النادي.
ولإنقاذ موسمه، انضم الكعبي إلى نادي السد القطري حيث سجل معه 6 أهداف في 13 مباراة.
وفي الصيف الماضي، توصل الكعبي إلى اتفاق مع أولمبياكوس لينضم إليه في صفقة انتقال حر وهنا بدأت حكاية التألق، إذ احتل المهاجم المغربي المركز الثاني على لائحة أفضل هدافي الدوري بـ17 هدفا وبفارق ثلاثة عن المتصدر الإسباني لورين مورون (أريس).
وبعد قيادته أولمبياكوس إلى الإنجاز التاريخي ليل الأربعاء، حقق الكعبي عدة أرقام قياسية، إذ أصبح أول لاعب على الإطلاق يسجل 11 هدفا في الأدوار الإقصائية للمسابقات القارية، متفوقا على كل من رونالدو (10 أهداف في دوري الأبطال عام 2017)، بنزيما (10 أيضا في دوري الأبطال عام 2022) والكولومبي راداميل فالكاو (10 في يوروبا ليغ عام 2011).
وبات الكعبي أول لاعب عربي يسجل 11 هدفا في موسم واحد من مسابقة أوروبية وهو رقم لم يصل له حتى المصري محمد صلاح مع ليفربول.
وإذا ما احتسبت الأدوار التمهيدية، يرتفع رصيد الكعبي في دوري المؤتمر الأوروبي إلى 16 هدفا.
ويعد الكعبي أكثر اللاعبين العرب في أوروبا تسجيلا للأهداف مع الأندية في جميع المنافسات في موسم 2023-2024 برصيد 34 هدفا في 50 لقاء متفوقا على المصري محمد صلاح الذي سجل 25 هدفا في 44 مباراة مع ليفربول والجزائري الأمين عمورة صاحب الـ22 هدفا في 48 لقاء مع فريقه سانت جيلواز البلجيكي.
وبات الدولي المغربي أول لاعب عربي يتوج بلقب الهداف في دوري المؤتمر الأوروبي.
وأصبح الكعبي أيضا أول لاعب مغربي ورابع عربي يسجل في مباراة نهائية ضمن المسابقات الأوروبية بعد الجزائريين رابح ماجر وسعيد بن رحمة والمصري محمد صلاح، وثاني لاعب عربي يسجل في مباراة نهائية لدوري المؤتمر الأوروبي بعد الجزائري سعيد بن رحمة مع وست هام أمام فيورنتينا في الموسم الماضي.