• الساعة الآن 06:38 PM
  • 25℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

لماذا تزعمت الأندية المصرية أفريقيا وتراجع المنتخب؟

news-details

"لقبان قاريان" خلال أقل من أسبوع حصدهما كل من الأهلي والزمالك على مستوى أفريقيا، بينما يعاني المنتخب المصري من نتائج سيئة ولا يقدم المردود الكروي الذي تنتظره الجماهير، فما أسباب هذا التناقض بين "زعامة الأندية وتراجع مستوى الفريق الوطني"؟

الأهلي والزمالك يتزعمان أندية أفريقيا

السبت، عزز الأهلي المصري حامل اللقب رقمه القياسي في عدد الألقاب في مسابقة دوري أبطال أفريقيا في كرة القدم، عندما رفعه إلى 12 بتغلبه على ضيفه الترجي التونسي بهدف دون رد على ملعب القاهرة الدولي أمام زهاء ستين ألف متفرج في إياب الدور النهائي.

وهذا التتويج المصري الثاني في غضون أسبوع على المستوى القاري، بعدما أحرز الزمالك كأس الاتحاد الافريقي الأسبوع الماضي على حساب نهضة بركان المغربي.

وفي 19 مايو، توج الزمالك المصري للمرة الثانية في تاريخه بلقب بطل مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي "الكونفدرالية" لكرة القدم بعدما تغلب على ضيفه نهضة بركان المغربي بهدف دون رد على ملعب القاهرة الدولي في إياب الدور النهائي.

 

سر السيادة الأندية المصرية؟

يتحدث الناقد الرياضي، عبد الحميد فراج، عن "ريادة مصرية على مستوى الأندية"، بعد نجاح الأهلي والزمالك في تحقيق "أهم لقبان قاريان" في أفريقيا.

والنادي الأهلي توج بـ4 بطولات لدوري أبطال أفريقيا خلال أخر 5 سنوات، واستطاع الزمالك العودة لمنصات التتويج القارية، في ظل الاستقرار الإداري وشعور اللاعبين بالحاجة للظفر بلقب أفريقي، وفق حديثه لموقع "الحرة".

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يشير لاعب الزمالك والاهلي ومنتخب مصر السابق، رضا عبدالعال، إلى أن الأهلي والزمالك الناديان الأقوى في أفريقيا بما يمتلكانه من "موارد بشرية ومادية".

 ومعظم اللاعبين الأفارقة "أصحاب الجودة" يحترفون في أوروبا وبالتالي "لا يوجد أي نادي في أفريقيا يستطيع منافسة الأهلي والزمالك في الوقت الحالي، باستثناء (ماميلودي صن داونز) الجنوب أفريقي، حسبما يضيف عبدالعال.

ويتفق معه الناقد والمحلل الرياضي، مؤمن الجندي، الذي يتحدث عن امتلاك الأهلي والزمالك "لاعبين بجودة عالية" بالمقارنة بنظرائهم في باقي الفرق الأفريقية.

ويتم تفريغ "المواهب الأفريقية بشكل دائم في ظل توجه دائم للاحتراف في أوروبا بشكل مبكر"، ما خلق "فجوة" بين مستوى اللاعبين بالأندية المصرية ونظيرتها في أفريقيا، وفق حديثه لموقع "الحرة".

على مستوى أفريقيا، فإن المنتخب المصري هو أكثر المنتخبات مشاركة في بطولة الأمم الأفريقية وأكثرها فوزا بلقبها، برصيد 7 ألقاب، لكنه يعاني خلال السنوات الماضية.

وفي يناير 2024، ودعت مصر بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم من ثمن النهائي بعد الخسارة أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية 7-8 بركلات الترجيح.

وخسرت مصر المباراة النهائية لبطولة عام 2017 أمام الكاميرون، وبطولة عام 2021 أمام السنغال، وخرجت من دور الـ16 ببطولة 2019 أمام منتخب جنوب أفريقيا، رغم إقامتها على الأراضي المصرية.

وبالنسبة للمونديال، فقد صعد المنتخب المصري إلى بطولة كأس العالم ثلاث مرات، الأولى عام 1934 بإيطاليا، والثانية في مونديال إيطاليا 1990 ثم المرة الثالثة في مونديال روسيا 2018

وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، يتصدر منتخب مصر مجموعته الأولى برصيد ست نقاط من فوزين على ضيفته جيبوتي (6-0) ومضيفه سيراليون (2-0).

ويلتقي في التوقف الدولي المقبل مع بوركينا فاسو (4 نقاط) بالقاهرة في السادس من يونيو في الجولة الثالثة، ثم خارج أرضه مع غينيا بيساو (4 نقاط) بعدها بأربعة أيام ضمن الجولة الرابعة.

ويرصد الجندي وجود "فجوة" بين مستوى الأندية المصرية من جانب والمنتخب الوطني من جانب أخر، مرجعا ذلك لـ"مشاركة اللاعبين الأفارقة المحترفين مع منتخباتهم الوطنية" خلال بطولة كأس الأمم أو التصفيات المونديالية.

ويشير المحلل الرياضي كذلك إلى أن حالة اللاعبين وتركيزهم "أفضل مع الأندية" بالمقارنة بالمنتخب.

ومن جانبه، يتحدث فراج عن "فوارق كبيرة" بين مستويات الأندية والمنتخبات في أفريقيا.

وغالبية دول القارة الأفريقية "لا تهتم بالأندية المحلية" وتصدر اللاعبين للاحتراف، ويظهر المردود الإيجابي لذلك على مستوى المنتخبات الوطنية، وفق الناقد الرياضي.

ولذلك، يجب فتح الباب أمام احتراف عدد أكبر من اللاعبين المصريين ما يساعد أن المنتخب الوطني للعودة إلى "الريادة التي يستحقها على غرار الأندية"، حسبما يشدد فراج.

لكن على جانب آخر، يرى عبدالعال أن "جودة المدرب الفني" هي السر وراء معاناة المنتخب المصري من "الأداء السيئ" خلال السنوات الماضية.

ولدى مصر "لاعبين بجودة عالية" بالمقارنة بلاعبي القارة السمراء حتى المحترفين منهم، لكن يتم الاستعانة بمدراء فنيين "لا يعرفون قيمة لاعبي وجماهير المنتخب المصري"، وفق لاعب الأهلي والزمالك السابق.

ويوضح عبدالعال أن فوز المنتخب المصري على جيبوتي وسيراليون "لا يمثل اختبارا حقيقيا لقوة المنتخب المصري"، معتبرا أن اللقاء القادم مع بوركينا فاسو هو "المحك الحقيقي".

ويجب على مدرب المنتخب المصري، حسام حسن، اختيار "اللاعبين الأكثر جهوزية والاستعداد المبكر للقاء منتخب بوركينا فاسو"، لقطع "نصف الطريق" نحو التأهل للمونديال، وفق عبدالعال.

أحرز الزمالك لقب "الكونفدرالية" في حضور جماهيري كبير ومدرجات ممتلئة عن آخرها، بينما توج الأهلي بلقب دوري أبطال أفريقيا أمام زهاء ستين ألف متفرج.

ولذلك، يشير عبدالعال إلى أن الحضور الجماهيري هو "كلمة السر في تحقيق لقبي الكونفدرالية ودوري أبطال أفريقيا".

وهناك "عزوف جماهيري" عن حضور لقاءات منتخب مصر، ويجب دعوة الجمهور لدعم ومؤازرة الفريق الوطني، وفتح المدرجات على آخرها أمامهم وتقليل ثمن التذاكر، وفق عبدالعال.

ويتفق معه الجندي الذي يؤكد أن حضور الجمهور للقاءات المنتخب المصري سيشكل "دفعة معنوية كبيرة للاعبين"، مطالبا الجماهير المصرية بـ"حضور مباريات مصر المقبلة بشكل مكثف".

ومن جانبه، لا يعتقد فراج أن عدد كبير من الجماهير سيحضر لقاء منتخب مصر مع بوركينا فاسو لأنها "ليست مصيرية"

وعند وجود "لقاء مصيري" سوف تحضر الجماهير بكثافة للقاءات المنتخب، ما يشكل دفعة معنوية كبيرة للاعبين، وفق الناقد الرياضي.

شارك الخبر: