• الساعة الآن 04:30 PM
  • 26℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الوحدة اليمنية.. نفاق الخطابات وجلال المناسبة

news-details

 

 

خاص | النقار

 

سيحتفلون كما في كل مناسبة لا تخصهم، وسيطل العليمي والمشاط من على الشاشات كنفاق سياسي أصبح هو العنوان الذي يتقنانه. تسأل نفسك حينها ما المعنى الذي قد يتبقى للوحدة وأنت تسمع هذين وأمثالهما يتحدثون عنها؟!

في مثل هكذا مناسبة، من الجدير بالمرء أن يُبصق على كل الخطابات والشاشات، ويتجه إلى حيز فسيح بحجم السماء والأرض معا، هناك حيث الوحدة راسخة لا يمسها سوء ولا تعتري معناها خدوش المرحلة. إنها قلوب الناس البسطاء، أينما وجه المرء وجهه سيلقاها تتسع بلا جهات وتنبسط أرضا واحدة ممتدة من الوريد إلى الوريد.

لا تستطيع خدوش المرحلة أن تصل إلى قلوب اليمنيين، ولذا فهي خدوش شاشات يأتي من خلالها هذا الطرف ليزايد على الطرف المقابل. إنها مزايدة الصورة والصورة المقابلة، فنحن لا نتحدث هنا عن الطرف والطرف النقيض، بل عن طرفين يحملان الخدوش ذاتها ويشتركان فيها حد التطابق. وما الذي يمكن أن يحمل خطاب المشاط أكثر مما يحمله خطاب العليمي؟ وما معنى أن تحتفل جماعة أنصار الله بمناسبة ليست بالنسبة لها أكثر من مجرد اتساع أو تقلص خارطة؟ هل عدن وباقي المحافظات التي تعتبرها الجماعة محتلة يمكن أن تمثل لها شيئا آخر سوى أن جباية كانت ستزيد لو أنها كانت خاضعة لها؟ وفي المقابل ما معنى أن يحتفل العليمي بعيد الوحدة وهو المستعد لأن يمنح من يبقيه على الكرسي آخر صك يقول كان هناك يمن وجمهورية يمنية؟! وهل قيمة العلم الذي سيكون إلى جانبه وهو يلقي خطابه من غرفة فندقية في الرياض ستكون أكثر من قيمة الورود التي يفرشها أمامه؟!

إن المعنى الراسخ لليمنيين عن الوحدة هو تلك اللحظة التي انتصب فيها العلم في الثاني والعشرين من مايو 1990 قبل أربعة وثلاثين عاما، وارتفع خفاقة معه قلوبهم ودموعهم وأعناقهم وأفراحهم دفعة واحدة. إنها لحظة الانعتاق الحقيقية التي تخلدت وترسخت في قلوبهم يمنا واحدا إلى الأبد. وهل لمثل تلك اللحظة أن يجسدها أو يرقى إليها أو يعبر عنها ذلك القبح وقد تجمّع خدوشا وخطابات مناسباتية جوفاء؟! إنها لحظة ليست لهم ولا للنخب التي تكشفت عوراتها تباعا بلا خجل، بل هي لحظة الشعب اليمني وحده، وهو وحده الذي يعيشها بكل معانيها وتجلياتها وتفاصيلها زمانا ومكانا، وهو صاحب الحق الحصري في الاحتفال والابتهاج بها، فدعوا ذلك الشعب يحتفي بوحدته كما يشاء ولتذهبوا أنتم وخدوشكم وخطاباتكم إلى الجحيم.

 

شارك الخبر: