خاص | النقار
يصحو النائب في برلمان صنعاء أحمد سيف حاشد على أمل أن يكون موظف الجوازات في وزارة الخارجية قد عاد من الحديدة. يذهب كل صباح فيعود خائبا، فالموظف مازال هناك ولا وقت محددا لعودته، كنائب مدير إدارة جوازات أغلق الأدراج وأخذ المفاتيح معه.
يعود حاشد بملاحظات يسكبها على صفحته في منصة إكس، من مثل: "لماذا يداوم وزير الخارجية
ولا يداوم نائب وزير الخارجية؟!"، أو "عند زيارتي لوزير الخارجية رأيت مسدسه أمامه على الطاولة. أما نائب الوزير فلم أجده خلال زياراتي للوزارة لاستخراج الجواز".
وملحوظة أن مسدسا على طاولة الوزير هشام شرف لها دلالتها الكبيرة كما يبدو، أما ملحوظة أن نائب الوزير حسين العزي غائب طوال أيام الدوام فيبدو أنها حملت دلالة أزعجت العزي إلى حد كبير، فلم يكن له إلا أن يعوض غيابه ذاك في مجموعة ردود على حاشد في منصة إكس، كونها المكتب المفتوح الذي يمكن لأي كان الوصول لنائب وزير الخارجية.
يستمر حاشد في سكب ملاحظاته تباعا: "كانت وزارة الخارجية اليوم خاوية على عروشها، أشبه بالمقبرة"، "في وزارة الخارجية سمعت شخصا يقول: لو كان منكم كنتم صرفتم له الجواز في ساعة
وسمعت آخر يقول: من أجل واحد منكم جبتم المختص في منتصف الليل".
غير أن الملحوظة التي أخرجت العزي عن طوره هي تلك التي ورد فيها لفظ البقدونس: "قالوا لي إن المختص بالحديدة، وهو نائب مدير الإدارة أو الدائرة. لقيت المدير الذي لم يستطع التصرف لأن الجوازات في درج نائبه، والهند لا تقبل الجواز المجدد، وإنما جوازا جديدا. والجواز الذي لدي منتهي الصلاحية، ومذكرة مجلس النواب طلبت منكم استخراج جواز لا تجديده. نريد جوازا جديدا بدون بقدونس".
عندها كان للعزي أن يتخلى عن لغة دبلوماسية يحاول أن يتعلمها منذ سنوات واتجه مباشرة إلى لهجته الصعداوية مهددا ومتوعدا: "لا ينبغي ان نفقد خاصية الاحترام في تعاطينا (مفردات بقدونس ومابقدونس لا أظنها لايقة) ترى قلة الحيا على الأخ والصاحب ما هي شجاعة ولا عسارة، لا تكون تشوفنا رطبين وتشطح وتقدر انك عسر مابلا تربينا على خفض الجناح ميزة للأخ والصاحب وندخر الشدة للبعيد وصياح العالم يشهد (الاحترام بين الإخوة واجب)".
ثم استمر العزي في محاولة النيل من حاشد بالقول: "الله المستعان انت برلماني وتعرف كم نعزك ويفترض تكون قدوة في الوضوح، لقد أفاد المختص بأنك منذ اخر مرة استلمت جوازك للسفر لم تعده للخارجية كما هو متبع قانونا وانه مايزال معك واتصلت بك واقريت بذلك. يعني جوازك بحوزتك وفاعل ضجة وهو في جيبك. عجيب!! مع ذلك الله يسامحك، واي شي آخر يابا عليك".
تحول الأمر عند العزي إلى ما يشبه المراوغة، وإذا بالسياسي والسفير السابق لجماعة أنصار الله لدى دمشق نائف القانص يدخل على الخط برد عنيف مفاده أن "حسين العزي مشغول في مساحات إكس يمكن مفتاح الدرج ضاع مع أحد المنشورات التي لا تعد أو تحصى"، مشيرا إلى أن حياة الآخرين آخر همه. لا يزال يقضى كل وقته بالنضال في جمع اللايكات ومتابعة الردود".
القانص تابع بالقول: "للتذكير بما حدث للشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين رحمه الذي كان مسؤولا عن حمايته حسين العزي وكيف أوجد المبرر للغياب يوم الاغتيال. الآن النائب أحمد سيف حاشد بمسؤولية حسين العزي الذي يعطي مبررات مكشوفة ومفضوحة لا يصدقها إنسان سوي".
من كل ما تقدم، بدا أن معركة استخراج جواز للنائب حاشد لن تنتهي بسلام، بقدر ما أنها أفصحت عن عبث في إدارة الجماعة للدولة بحيث أن جميع المؤسسات كما لو أنها تدار بعقلية حسين العزي. وبحسب مراقبين ربما أن الجماعة تريد أن تجعل من مبلغ الـ15 ألف دولار الذي قدمته لحاشد كتكاليف للعلاج في الخارج ستستنفده في مراجعات استخراج الجواز، ياعتباره عملة صعبة يستفيد منها الداخل.
لكن يبدو أن حالة التراشق ليلة أمس قد أتت أكلها في الصباح، وأن معركة استخراج الجواز قد انتهت بسلام، حيث كتب حاشد تغريدة شرح فيها ما حدث له اليوم في وزارة الخارجية قائلا: "ذهبت اليوم إلى وزارة خارجية صنعاء وأنا أتوقع الأسوأ، وزاد هذا التوقع عندما تم منعي وزميلي عبده ردمان من الدخول من البوابة الرئيسة لبعض الوقت، وبعد دخولنا إلى نائب الوزير حسين العزي وتوقع الأسوأ حد المواجهة، تفاجأت بحفاوة وحرارة ولطف نائب الوزير حسين العزي. أخجلني تواضعه وغمرني بلطفه، وتم تجهيز الجواز في أقل من نصف ساعة ووعدني بتجهيز جواز المرافق إلى بعد غد".
ويبدو أن "أقل من نصف ساعة هذه" كانت لا تستحق كل ذاك الوقت من الانتظار ولا من تغريدات وردود حسين العزي على منصة إكس، فنصف ساعة دوام في مكتبه أغنت عن كل ساعات دوامه على إكس.
وكنوع من استعادة ود مفقود، لم ينس حاشد أن يضيف: "أما وزير الخارجية فيستقبلني بحفاوة وحرارة كل يوم.. وفيما أنا أودعه في الأمس سألني عما أذا كانت لدي سيارة توصلني إلى البيت فكذبت عليه، وأخبرته أن لدي سيارة، ولكنه قفشني وأنا طالع الباص على الشارع، فأقسم اليمين وأنزلني من الباص وأوصلني بسيارته إلى بيتي".