حذر القيادي في جماعة أنصار الله ورئيس مجلسها السياسي السابق صالح هبرة، جماعته من خروج الأمور عن السيطرة حيث الصبر لدى الشعب وصل أقصى حدوده، وأنه ليس بعد نهاية الصبر إلا الانفجار، والانفجار ستكون تبعاته مكلفة جدا، حسب تعبيره.
وقال هبرة في منشور على فيسبوك رصدته "النقار" مخاطبا جماعته: "قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة؛ بادروا بإصلاح الوضع مادام الأمور متماسكة".
وأضاف: "سيكلفكم انفجار الوضع ويكلف الشعب الكثير والكثير، وستخرج الأمور عن السيطرة لو حصل شيء في أسرع وقت؛ لأن الدول إنما تحكم شعوبها بالهيبة، فإذا سقطت هيبة الدولة انخرطت الأمور كالمسبحة إذا انقطع عقدها". وأكد هبرة أنه "لا يمكن أن تجد دولة لا يعنيها شأن المواطن وهمومه ولا تتحمل أية مسؤولية تجاه شعبها عند جميع العقلاء"، موضحا لجماعته: "ونحن أحرص عليكم من المطبلين وأصدق في نصحنا لكم"، وألا تغتر بما لديها من قوة عسكرية حيث "إذا انفجر الوضع فلا يستطيع أي جيش -مهما كان قوامه- أن يُخضِع شعبًا بالقوة؛ لأن نسبة الجيش بالنسبة للشعب كم تساوي؟ وفي الأخير الجيش جزء من الشعب يعاني ما يعاني منه، وفي لحظة سينظم مع مطالب الشعب المشروعة".
وتابع: "الصبر لدى الشعب وصل أقصى حدوده، فما بعد نهاية الصبر إلا الانفجار، والانفجار ستكون تبعاته مكلفة جدًا جدًا، على بني هاشم بالدرجة الأولى، وعلى أهل صعدة بالدرجة الثانية، وعلى بقية الشعب بالدرجة الثالثة، ولن يسلم منه أحد".
ونصح جماعته بالقول: "ارحموا أُسَركم وأجيالكم ومن وقف معكم، ولا تضعوهم في مواجهة الشعب وأمام فوهة المدافع لإحراقهم. يكفي ما قد حصل لهم خلال الحروب. لقد صار اقتناء الكيس الدقيق حكرًا على طبقة نادرة من المجتمع، أما الأغلبية فيشترون بالكيلو، هل هذا الوضع يُطمّن يا سادتنا الكرام؟ وهل يرضيكم إيصال الشعب إلى أن يعيش مجاعة في ظل إدارتكم؟ نحن ومعظم شعوب العالم -حتى بعض اليهود والنصارى- مع غزة، وضد مظلومية غزة، وضد ما يقوم به (الكيان الصّهيوني اللقيط) من مجازر وظلم بحق أهلنا في فلسطين؛ لدرجة أننا أحيانا لا نقدر على مشاهدة بعض المقاطع الوحشية التي تقوم بعرضها بعض القنوات؛ وكل ذلك في ظل تواطؤ دولي منقطع النظير".
وتابع: "لكن وقوفنا مع الفلسطينيين لا يبرر ظلمنا لشعبنا ولا ما نقوم به بحق الشعب اليمني من تجويع ونهب لحقوقه والمماطلة في ماله من استحقاقات، وإلا فأنتم تلتقون مع الإسرائيلي في الظلم والشعب اليمنين يلتقي مع الفلسطيني في المظلومية إنما مع تنوع الظالم والمظلوم ونوع الظلم".
وقدم هبرة ما سماها "نصيحة مشفق" مختتما بها منشوره: "أشركوا الشعب في رسم مستقبله عبر التغييرات الجذرية إن كانت فعلًا واردة؛ ليتحمل ولو جزءًا من مشاكله كما كان النظام السابق يعمل، فليس الشعب قاصرًا يحتاج لمن يعوله حتى يبلغ الرشد، ولستم وحدكم المخولين للقيام عليه؛ شكلوا فريقًا من كفاءات اليمن التي تحظى بتأييد شعبي ليساعدوا في رسم مستقبل اليمن، أما أن تتفردوا بالتغيير الجذري في غرف مظلمة دون أن تعيروا الشعب أي اهتمام فالنتيجة معروفة مسبقًا، فأنتم من صنع الوضع المزري و من سيصنع التغيير المزري!".