رأيتك شاحبا وتذكرتك أخا وأبا.. تذكرت مواقف في طفولتي حين أخبرك الدكتور. بأني مريضة بالقلب؛ فحملتني على ظهرك من الحارة إلى الشارع الرئيس، ومن السيارة إلى المركز الصحي، خوفا من فقدانك لي.
تذكرت كم كنت ودودا ووديعا معي حين اجريت لي اول عملية، وأنا طفلة، وكم كنت حريصا على شفائي.. تذكرت حين فقت ولم أجد إلا إياك بجانبي.. كم ساندتني بحنان أب لا مثيل له.
تذكرت مساندتي وتشجيعي في دراستي حتى أتممت الجامعة . تذكرت ثاني عملية حين أغلقت الأبواب في وجهي و نفدت حيلتي. لم أسمِعك غير "أنا تعبانة". هذه الكلمة التي هزتك فطلبت ملاقاتي بالمشفى، ودفعت رسوم العملية وملحقاتها.
تذكرت وتذكرت كل عثرة تعثرتها، وأخذت بيدي فنهضت، وما زلت بكل موقف تشعرني بأنك الأخ والأب الروحي الذي لا ينضب قلبه من الحنان والعطاء ونكران الذات.
جمدت عيني حزنا وضاق صدري قهرا وذرعا حين شعرت بأني مكتوفة اليدين، لا حيلة لي في زمن القهر لمساعدتك، ولم أملك غير أن أتوجه لله ساجدا أن يمن عليك بشفاء، ولا يرني مكروها فيك، كيف لا وهو القائل ادعوني استجب لكم، فلا خاب ولا خيبة من وجه الله.