قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي اليوم الجمعة، إن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية "يسير بأبطأ مما توقعه الناس"، لكنه يحرز تقدما مطردا.
وقال مايلي في كلمة بنادي الصحافة الوطني إن الهجوم "يسير بأبطأ مما توقعه الناس. هذا لا يفاجئني... إنه يتقدم بثبات، وبشكل مدروس، ويمضي في طريقه عبر حقول ألغام شديدة الصعوبة، وما إلى ذلك".
من جهتها أعلنت خدمات الطوارئ الروسية عن عمل أنظمة الدفاع الجوي عقب دوي سلسلة من الانفجارات صباح اليوم الجمعة في مدينة بيرديانسك بمقاطعة زابوريجيا.
وقال مصدر في خدمات الطوارئ لوكالة "تاس": "في الساعة 08:00 بتوقيت موسكو، دوت سلسلة من الانفجارات في بيرديانسك، ووفقاً للمعلومات الأولية، عمل نظام الدفاع الجوي التابع للقوات المسلحة الروسية".
ورجح قائد حركة "نحن مع روسيا"، فلاديمير روغوف، أن الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية على مدينة بيرديانسك بمقاطعة زابوريجيا صباح اليوم نُفذ بصواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.
وكتب روغوف، في قناته عبر "تليغرام"، اليوم الجمعة: "وفقاً للبيانات الأولية، نفذت القوات الأوكرانية الضربة صباح اليوم (على بيرديانسك) على الأغلب بصواريخ ستورم شادو".
في سياق آخر، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم، إنها رصدت أدلة جديدة على استخدام القوات الأوكرانية ألغاماً أرضية محظورة مضادة للأفراد بشكل عشوائي ضد القوات الروسية في 2022.
ودعت المنظمة الحكومة الأوكرانية إلى التزام بتعهد أعلنته في وقت سابق من هذا الشهر بعدم استخدام تلك الأسلحة والتحقيق في الاستخدام المحتمل لها ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
واشنطن تسارع لطرد فاغنر من إفريقيا
من جهتها تسارع الولايات المتحدة الوقت إلى طرد مجموعة فاغنر المسلحة الروسية الخاصة من إفريقيا عبر 4 مسارات، مستغلة الهزة التي تعرضت لها روسيا بالتمرد الذي قادته المجموعة ليوم ونصف في 24 يونيو.
هذه المسارات يرصدها محلل سياسي متخصص في الشؤون السياسية الإفريقية، كما يلفت محلل آخر إلى الأسباب التي تدفع روسيا في المقابل لإبقاء المجموعة في "القارة السمراء"، ضمن الصراع الروسي الأميركي على النفوذ بداخلها.
وتؤشر تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين الماضي، إلى أن فاغنر ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى رغم الشقاق الذي وقع بين قائدها يفغيني بريغوجين وموسكو.
4 مسارات أميركية للتحرك
وفق المحلل السياسي التشادي المتخصص في الشؤون الإفريقية جبرين عيسي، فإنه حتى لو أدى التمرد لتغير قيادة المجموعة، لكن هدف واستراتيجية المصالح الروسية المتعلقة بعملها لن تتغير. وعلى هذا فإن الاستراتيجية التي تتبناها واشنطن منذ يناير الماضي، تهدف إلى التخلص من نفوذ فاغنر في إفريقيا عبر4 مسارات:
المسار الأول تقديم الدعم السياسي لدول في إفريقيا بعد اجتماع قادة دول القارة مع الرئيس الأميركي جو بايدن ديسمبر الماضي، وأكدت واشنطن على أن وجود فاغنر غير مرغوب فيه.
المسار الثاني هو تقديم واشنطن إغراءات مالية للدول التي يوجد بها المجموعة الروسية، والإدارة الأميركية رصدت 57 مليار دولار لدعم التنمية في إفريقيا، وجزء من تقديم الدعم المالي يرتبط بإنهاء فاغنر هناك. على سبيل المثال، طلبت واشنطن من رئيس إفريقيا الوسطى، فاوستين أركانج تواديرا، التخلص من فاغنر وعلاقته مع روسيا مقابل تقديم مساعدات اقتصادية، ومنحته 6 أشهر من أجل إنهاء هذه العلاقة، ولكن "تواديرا" رفض العرض المغري.
المسار الثالث هو فرض عقوبات على الشركات والحكومات التي تتعاون مع فاغنر، في حالة لم تقطع علاقتها معها. وقد فرضت الخزانة الأميركية بالفعل، الأربعاء الماضي، عقوبات على منظمات في جمهورية أفريقيا الوسطى بسبب صلتها بفاغنر، بجانب إدراج مواطن روسي كان يعمل كمدير من جانب فاغنر في مالي على قائمة العقوبات.
المسار الرابع هو الاستهداف العسكري لهذه المجموعة، ولكن هذا الاستهداف سيكون عبر طرف ثالث.