أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقيل حليفه القديم سيرغي شويغو من منصب وزير الدفاع.
ويتولى شويغو، البالغ من العمر 68 عاما، هذا المنصب منذ عام 2012 وسيخلفه في منصبه نائب رئيس الوزراء أندريه بيلوسوف، الخبير الاقتصادي الذي يتمتع بخبرة عسكرية متواضعة.
ومن المقرر أن يُعَيَن شويغو، عقب إقالته، سكرتيرا لمجلس الأمن الروسي.
وقال الكرملين إن وزارة الدفاع بحاجة إلى أن تظل متسمة بـ"الإبداع".
ولا تحدث تعديلات وزارية في روسيا في كثير من الأحيان، لذا فإن هذه لحظة كبيرة في قمة السياسة الروسية.
لكن فلاديمير بوتين يظل هو الشخص الذي يتخذ القرارات في نهاية المطاف. فقد كان هو صاحب قرار بدء الحرب في أوكرانيا، كما أنه يتخذ كل القرارات الكبرى في البلاد.
ويُعد تعيين بيلوسوف وزيرا للدفاع بمثابة مفاجأة للكثيرين، نظرا لخبرته السابقة في المجال الاقتصادي .
لكن المحللين يشيرون إلى أن الرئيس بوتين يسعى إلى مواءمة الاقتصاد الروسي بشكل أوثق مع المجهود الحربي.
ويعكس قرار تعيين خبير اقتصادي مسؤولاً عن وزارة الدفاع الأولويات المتغيرة للكرملين والمبالغ الضخمة التي تصبها السلطات الروسية حاليا في الحرب في أوكرانياــ وحاجة روسيا إلى تعزيز كفاءة القوات المسلحة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التعيين المقترح لمدني في منصب وزير الدفاع يظهر أن دور الوزير يستدعي "الابتكار".
وأضاف أن روسيا أصبحت أشبه بالاتحاد السوفييتي في منتصف الثمانينيات، عندما ذهبت نسبة عالية من الناتج المحلي الإجمالي إلى الإنفاق العسكري.
وأوضح أنه نتيجة لذلك، كان من الضروري التأكد من دمج الإنفاق العسكري بشكل أفضل في الاقتصاد الروسي الشامل.
وأكد بيسكوف أن "الشخص الأكثر انفتاحا على الابتكارات هو الذي سينتصر في ساحة المعركة".
وفي الأشهر الأخيرة، كانت هناك شائعات بأن موقف شويغو أصبح أضعف وأنه قد يفقد وظيفته.
وفي أبريل/ نيسان، ألقي القبض على أحد نوابه- تيمور إيفانوف - بتهم الفساد في خطوة نادرة ضد مسؤول كبير كهذا.
وكان من المفترض أن تستمر الحملة الروسية في أوكرانيا بضعة أسابيع على الأكثر. وبدلا من ذلك، فهي الآن في عامها الثالث وقد عانت من انتكاسات عسكرية وخسائر كبيرة في الرجال والعتاد.
وعلى الرغم من أن شويغو سيظل في منصب كبير وقوي كأمين لمجلس الأمن، إلا أن هذه الخطوة تبدو بمثابة خفض لرتبته.
ولم يتضح بعد ما الذي سيحدث لرئيس المجلس الحالي نيكولاي باتروشيف.
ويتمتع شويغو بعلاقات وثيقة مع الرئيس بوتين، وكثيرا ما يصطحبه في رحلات صيد في موطنه سيبيريا.
وقد منحه حقيبة الدفاع على الرغم من خلفيته العسكرية المتواضعة، الأمر الذي أثار حفيظة بعض كبار ضباطه.
وبصفته مهندسا مدنيا، صعد شويغو إلى الصدارة كرئيس لوزارة الطوارئ والإغاثة من الكوارث في التسعينيات.
وفي عام 2023، انخرط شويغو في نزاع علني مع رئيس مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين، بشأن سلوك روسيا في الحرب.
واتهم بريغوجين، الذي قاد تمردا قصير الأمد ضد موسكو، شويغو بأنه "قذر ومهرج عجوز" في رسائل صوتية انتشرت على نطاق واسع.
وتوفي زعيم المرتزقة في حادث تحطم طائرة أثناء طيرانه من سان بطرسبرغ إلى موسكو في أغسطس/ آب عام 2023. ونفى الكرملين مسؤوليته عن الحادث.
ووفقا لمسؤولين حكوميين لم يذكر أسماءهم نقلا عن موقع "ذا بيل" الروسي المستقل، فإنه يُنظر إلى بيلوسوف على أنه "مدافع متشدد عن الدولة، يعتقد أن روسيا محاطة بالأعداء".
وهو مثل الرئيس بوتين، قريب من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. ويقال إنه من عشاق الفنون القتالية- كما هو الحال مع الرئيس بوتين- الذي مارس الكاراتيه والرياضة القتالية الروسية السامبو في شبابه.
وقبل أن يصبح نائبا لرئيس الوزراء، عمل لعدة سنوات كمساعد لبوتين، ويقال إنه كان العضو الوحيد في الوفد الاقتصادي للرئيس الذي دعم ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وأدى بوتين اليمين الدستورية كرئيس للبلاد للمرة الخامسة يوم الثلاثاء بعد فوزه في الانتخابات الروسية الأخيرة بنسبة 87 في المئة من الأصوات دون مواجهة أي معارضين معروفين. ويتولى رئاسة روسيا منذ مايو/ آيار عام 2000.