• الساعة الآن 12:41 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

كيف تحاول سلطة صنعاء إسكات الأصوات المعارضة؟

news-details

خاص | النقار

تسكت الأصوات المعارضة لسلطة أنصار الله شيئا فشيئا. بعضها تم اعتقاله وتعذيبه وتغييبه كالأكاديمي إبراهيم الكبسي، وبعضها تم إسكاته ترغيبا وترهيبا، وبعضها فار ضمن موجة فوران وسرعان ما خمد أو أخمد. لا شيء يبدو أكيدا مع هذه السلطة، حيث كل شيء يبدو كقنبلة موقوتة كل ما تقوم به هو أن تنزع فتيلها وتتركها للدهر. كل القضايا مؤجلة أو متروكة للنسيان. وصوت أحمد سيف حاشد، باعتباره أبرز الأصوات المعارضة، قد لا يستطيع الصمود مدة أطول.

تدرك سلطة صنعاء مقدرتها على المراوغة في قلب الحقائق وتحويلها إلى سأم بالنسبة لمن هم تحت سلطتها. حتى المرتبات أصبحت قضية خاسرة عند المطالبين بها ولم تعد أولوية بالنسبة لهم.

وبالقدر الذي تتصاعد فيه انتهاكاتها  ضد الصحفيين والقضاة والناشطين والفنانين والأكاديميين والحقوقيين والتربويين، تمعن في تقديم نفسها راعية للحقوق والديمقراطيات، حتى قد يحلو لها أن تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بالسماح لطلاب الجامعات بالتظاهر تعبيرا عن رأيهم في مساندة غزة، بل وتدين بشدة أمر أن تقوم قوات الأمن الأمريكية باعتقال هذا الطالب أو ذاك.

فمهدي المشاط مثلا أو محمد علي الحوثي على استعداد لأن يوجه نصائح جمة للسلطات الغربية حول كيفية التعامل بما يليق مع الشعوب، وأن تلتفت إلى سجونها مليا وأن تتقي الله في شعوبها، وقد يستعين بملازم حسين الحوثي حتى يوضح فكرته أكثر، وتمضي الحياة ويحظى الواحد منهم بأكبر قدر من الإعجابات والمشاركات.

ثمة خلل ما في مكان ما. حيث يحدث لتلك السلطة أن تتغافل عن كل كوارثها وفي نفس الوقت تصر على أن لها الحق في تلقين سلطات العالم دروسا في الأخلاق مستعينة بالملازم.

وفي ظل تصاعد الاحتقان الشعبي ضدها، لا يبدو أن سلطة صنعاء معنية بشيء مما يحدث. فعندما ترى نفسها قد حشرت في الزاوية مع هذه القضية أو تلك، قامت بإطلاق صاروخ أو طائرة مسيرة نحوف هدف ما في البحر، وراحت تستثمره أطول وقت ممكن، قبل أن تعود كوارثها إلى الواجهة مجددا، فتستأنف صواريخها وعملياتها وبياناتها بوقود اسمه غزة.

شارك الخبر: