خاص| النقار
بكل صلف تواصل سلطة صنعاء تصديع رؤوس الناس بالحديث عن قبضة أمنية فتاكة لا انفلات معها لسلاح ولا لمسلحين، فيما الواقع يعبر عن انفلات صارخ في كل شبر وزقاق، وتواطؤ إن لم يكن تورطا لتلك السلطة في كل ما يحدث.
ما تعرض له الصحفي محمد شبيطة أمين عام نقابة الصحفيين، اليوم، في حي النهضة بالعاصمة صنعاء، من اعتداء مسلح وإطلاق نار عليه وعلى نجله وأحد أقاربه، ما أدى إلى مقتل قريبه وإصابته بعدة طلقات هو ونجله (13 عاما)، هو الإفصاح الحقيقي عن حالة الانفلات تلك وعن حالة الفوضى التي تحكم المشهد بأسره. فوضى في كل شيء وإمعان في القتل دون رادع.
ظلت تفاصيل الحادثة غير واضحة حتى كان لنقابة الصحفيين أن تفاجئ الشارع اليمني ببيان يؤكد أن الحادثة جاءت عن سابق إصرار وترصد وكان المستهدف فيها هو شبيطة، وهو ما قد يكون له تبعاته التي لن تستطيع سلطة صنعاء أن تتلافاها بمروية معدة مسبقا أو مفبركة لاحقا.
بيان النقابة شرح تفاصيل الحادثة على النحو التالي: تعرض الزميل محمد شبيطة الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين الامين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب لإطلاق نار من مسلحين صباح اليوم في صنعاء بالقرب من وزارة الإعلام بعد أن أوقف مسلح سيارة الزميل الأمين العام وباشره بإطلاق الرصاص وتبع ذلك إطلاق ناري مباشر على السيارة ما أسفر عن مقتل قريب له وإصابة آخر، فيما تعرض الأخ الأمين العام لطلقتين ناريتين في الساق، وطلقة في البطن ونقل على أثر ذلك إلى المستشفى حيث يتلقى العلاج.
البيان أكد أن "مجلس نقابة الصحفيين وهو يدين بشدة هذا الاعتداء الآثم يحمل سلطة الأمر الواقع في صنعاء المسئولية الكاملة عن سلامة الزميل محمد شبيطة الأمين العام للنقابة، الأمين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب".
متعمد لا عرضي
لم يكن حادثا عرضيا إذن ولا تواجدا لشبيطة في مكان لإطلاق نار بين مسلحين، بل كان هناك من يترصد سيارته ويتابع حركتها فاختار مساحة مفتوحة يتيحها شارع وزارة الإعلام في حي النهضة، وأمام مبنى الوزارة بالذات، وذلك حتى يكون للأمر دلالته باعتبارها وزارة حرب على الإعلاميين، ليقوموا بإيقاف سيارة شبيطة وينفذوا جريمتهم ويرحلوا ملقين التحية للوحة ذاتها المكفهرة في أعلى المبنى والتي تقول: هنا وزارة الإعلام.
شبيطة الآن في مستشفى الكويت الجامعي الذي تم إسعافه إليه. وبحسب صحفيين تواصلوا مع مقربين منه فإنه يخضع لثاني عملية لاستخراج الرصاصات التي سكنت بطنه وقدميه، وسط حديث أن إحداها استقرت في عموده الفقري، فيما سلطة صنعاء ووزير إعلامها ضيف الله الشامي وكل مؤسساتها الإعلامية مشغولون بإنزال صور المشاط وأحمد حامد وبن حبتور بخصوص مشاركتهم في مناورة عسكرية "ضد العدو".