• الساعة الآن 04:32 PM
  • 26℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

بين "أوامر الإخلاء" و"موافقة حماس".. رفح تعيش مشاعر متضاربة في يوم واحد

news-details

تحدث النازحون الفلسطينيون عن مخاوفهم بعد أوامر الإخلاء التي أصدرتها إسرائيل، الاثنين، لمغادرة رفح والانتقال إلى مناطق أخرى في القطاع، وسط استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لهجوم وشيك في أقصى جنوب غزة.

وأثارت التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، قلقا دوليا واسعا في ظل اكتظاظ المدينة بنحو 1.2 مليون شخص غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى بالشريط الساحلي الفلسطيني، بحسب الأمم المتحدة.

"سأغادر قبل الآخرين. سأذهب إلى المواصي (ساحل غزة)، لم يبق شيء"، هكذا تحدث أبو إيهاب عويضة لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

ورغم الفرحة التي عمت الحشود في رفح بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح يفضي لوقف إطلاق النار خلال وقت لاحق الاثنين، فإن الجيش الإسرائيلي سرعان ما جدد تأكيداته بضرورة الإخلاء.

وقال الجيش الإسرائيلي، بحسب فرانس برس، إن أوامر الإخلاء تأتي تمهيدا لـ "عملية برية" في رفح، في وقت يستمر فيه القصف الجوي الإسرائيلي "المكثف" على المدينة الحدودية مع مصر، وفقا للوكالة ذاتها.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحركات بعض الفلسطينيين في رفح للانتقال لمناطق أخرى، وسط تلويح إسرائيل بشن هجوم على المدنية الحدودية مع مصر.

وردا على سؤال بشأن عدد من سيتم إخلاؤهم، قال متحدث عسكري إسرائيلي خلال وقت سابق الاثنين إن "التقديرات هي نحو 100 ألف". وأكد أن الإخلاء "عملية محدودة النطاق"، بحسب فرانس برس.

وجاء إشعار الإخلاء، الذي تم تسليمه في وقت مبكر اليوم عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والمنشورات والبث الإعلامي باللغة العربية، بعد تعثر المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين في غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

بالنسبة لمعظم الناس في رفح، لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه في القطاع والضربات الإسرائيلية المتكررة تعرض الأطفال للخطر. ووسط الأمطار، بدأ بعض النازحين إلى رفح بترتيب مقتيناتهم استعدادا للانتقال.

وتساءل عبد الرحمن أبو جزر (36 عاما) قائلا: "إلى اين يمكن أن نذهب؟ لا نعلم، مناطق المواصي لا يوجد فيها أماكن، هي مكتظة بالنازحين وأيضا لا يوجد فيها مدارس لاستيعاب آلاف المواطنين. أنا وعائلتي 13 شخص".

وأضاف في تصريحات لوكالة فرانس برس: "زوجة عمي معنا وهي مريضة وتغسل كلى في مستشفى النجار، والمستشفى أيضا ضمن منطقة الاخلاء، فكيف سنتصرف معها؟، خصوصا أنه لا يوجد في المواصي مستشفيات وبعيدة عن أي خدمات، هل ننتظرها حتى تموت من دون أن نتمكن من عمل شيء لإنفاذها".

من جهته، قال أبو أحمد وهو فلسطيني نازح لوكالة رويترز إن الجيش الإسرائيلي طلب من الناس الذهاب إلى رفح لأنها منطقة آمنة، مضيفا: "يطلبون منا مغادرة رفح. أين سيذهب الناس؟".

وكتبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على حسابها الرسمي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي أن "الهجوم الإسرائيلي على ‫رفح‬ سيعني زيادة المعاناة والوفيات بين المدنيين. العواقب ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص... الأونروا لم تقرر الإخلاء، ستستمر الوكالة في البقاء في رفح لأطول فترة ممكنة وستواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة للناس".

وقال محمد أبو يوسف، الذي كان يحتمي مع أسرته في شرق رفح، إنه يحزم عربة يجرها حمار للانتقال إلى خان يونس، وهي مدينة أخرى إلى الشمال من رفح تعرضت لأضرار بالغة في القتال. 

وفي حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قال الرجل البالغ من العمر 46 عاما، الذي كان يعيش في مدينة غزة قبل الحرب، إن هذه هي المرة السادسة التي يضطر فيها إلى الانتقال إلى مكان آخر خلال الحرب.

بدوره، قال جهاد حلس وهو مواطن من غزة، إن "هذه هي المرة الثامنة التي نستعد فيها للنزوح بعد تهديد رفح قبل قليل".

وكتب حلس عبر منصة "إكس" أن "المنطقة التي يريد الاحتلال أن نذهب إليها صحراء قاحلة لا يوجد بها ماء ولا صرف صحي ولا بنية تحتية ولا أدنى مقومات الحياة".

 

"لا مناطق آمنة دون مراقبة هيئات محايدة"

وفي وقت سابق الاثنين، دعا الجيش الإسرائيلي سكان مناطق في شرق رفح إلى "الإخلاء الفوري" والتوجه نحو وسط القطاع، وذلك في ظل التلويح بشن هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.

وأكد أنه قام بتوسعة "المنطقة الإنسانية في المواصي" الواقعة الى شمال غرب مدينة رفح، التي "تشمل مستشفيات ميدانية وخيما وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات".

من جانبه، قال كريم جودة، الذي يقيم بالقرب من الأحياء المتضررة، إنه تلقى تسجيلا خلال مكالمة هاتفية صباح الاثنين من الجيش الإسرائيلي يطلب فيها من السكان المغادرة إلى المواصي. 

ويأمل جودة، البالغ من العمر 28 عاما، أن يكون إشعار الإخلاء محاولة من جانب إسرائيل للحصول على اليد العليا في محادثات وقف إطلاق النار، وليس إشارة إلى أن الهجوم البري الشامل في رفح وشيك، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال خبير القانون الدولي الإنساني، أيمن سلامة، إنه لا يوجد مناطق آمنة دون موافقة طرفي النزاع المسلح.

خلال تصريحات لموقع "الحرة"، أضاف سلامة، وهو ضابط الاتصال السابق لحلف "الناتو" في البلقان، أنه "لا مناطق آمنة دون إشراف ومراقبة من هيئات محايدة مستقلة".

وأوضح أنه "لا مناطق آمنة يقتحمها طرف محارب ويستغلها لتحقيق ميزة عسكرية على الطرف المحارب العدو". 

وحذرت جماعات الإغاثة من أن هؤلاء الأشخاص يواجهون بالفعل ظروفا إنسانية مزرية وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.

ونقلت رويترز عن مؤسسة "أكشن أيد" (ActionAid) الخيرية قولها إن إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الإخلاء دون وجهة آمنة ليس أمرا غير قانوني فحسب، بل سيؤدي إلى عواقب كارثية.

وقالت المنظمة الخيرية: "يبلغ عمال الإغاثة لدينا عن بعض أقسى الظروف في الذاكرة الحديثة مع انتشار المرض والمجاعة والفوضى. ولنكن واضحين، لا توجد مناطق آمنة في غزة".

شارك الخبر: