أتابع ما يكتبه ناشطو ومثقفو صعدة عن قضية فصل خدمة "الفورجي" عن صعدة، والكل بين مستاء من حرمان أبناء صعدة، وبين مستغرب من صدور مثل هذا القرار بحق أبناء محافظة طالما عانى أبناؤها خلال الفترات الماضية من حرمان أكثر الحقوق؛ ما يستوجب أن يكون لهم الأولوية، كما عملت "شركة سبأفون" حيث جعلت لصعدة عرض سلام خاص في عهد الشيخ حميد الأحمر، بينما في عهد الأنصار صدر قرار بفصل الفورجي عن صعدة والسماح له في صنعاء وبقية المحافظات، عكس ما ينبغي أن يكون!
فما هي دوافع مثل هذ القرار بغض النظر عمن أصدره، هل زعطان أم فلتان!
هل هو كما يقال: الخوف من مشاهدة المواقع الإباحية! هذا عذر أقبح من ذنب، وإساءة بحق أبناء صعدة، فأبناء صعدة لديهم من الشهامة والشرف والدين مثل بقية أبناء المحافظات الأخرى الموجود فيها، بل قد يكون مشاهدة مثل تلك المواقع من أبناء صعدة أقل من غيرها؛ لأن معظمهم أبناء ريف وغارقين في أعمالهم الخاصة.
وإن حقيقة ما قيل عن سبب قطع الخدمة، فإنما يدل على فشل أنصار الله في تحصين الناس بالوعي في وكرِهم وأن جهودهم كلها فاشلة، وعليهم أن يراجعوا خطابهم الديني، ويبتكرون أساليب جديدة تقنع الشباب بقيم الدين، وأبرزها أن يرون قيم الدين تتجسد في سلوكنا ومعاملاتنا معهم، فالدين والقيم لا تنتشر بالمحاضرات والخطابات وإنما بالقدوة الحسنة.
أم أن السبب هو أن تبقى صعدة معزولة عن معرفة ما يجري حول العالم، وعن ما يقال وما يكتب؛ بحيث يسهل تدجينها وتزييف وعي أبنائها؛ لأنه قد يساعد على كشف حقيقة الواقع ومعرفة ما يجري وهذا يتنافى مع سياسة التجهيل والتدجين.
أم هو من منطلق الخوف كون صعدة تمثل الحاضنة الرئيس؛ وفتح المجال أمام الشباب للاطلاع على الواقع من حولهم يكشف سوء ما هم عليه وفضح زيف ما ننقله لهم عبر قنواتنا وإعلامنا؛ ما يساعد على خلق وعي مجتمعي لدى الشباب يقود للتحرر وعدم الانصياع لموجة التجهيل وتزييف الوعي!
ومع كل ذلك فليس مبررًا فصل الفورجي عن صعدة، مع تفعيله في العاصمة وبقية المحافظات؛ لأن هذا إساءة لأبناء صعدة واستنقاص لهم، وهضمهم أبسط حقوقهم.
أم هي لدوافع تجارية؛ كون الثري جي يدر عليهم أموالا طائلة؛ بسبب ثقله، ويندرج ضمن سياسة استهداف المواطن كما استهدف في منتجاته الزراعية.. كلها واردة أرجو من أصحاب القرار مراجعة قرارهم والتوجيه بإعادة توصيله قبل أن تتعرون أمام حاضنتكم إن بقي لكم حاضنة.