أكد السياسي والسفير السابق نايف القانص أن جماعة أنصار الله "الحوثي" وظفت "المقدّس" كأخطر غطاء لانهيار الدولة الذي لم يقتصر على سقوط المؤسسات، بل امتد ليشمل انهيار القانون والعقد الاجتماعي ومعنى المواطنة، وفتح المجال أمام بدائل خطيرة هي القوة والعصبية والمقدّس.
وأوضح القانص في تغريدة على منصة إكس رصدتها "النقار" أن الجماعة جمعت هذه البدائل الثلاثة، لكنها اعتمدت بشكل خاص على "المقدّس" كغطاء أخطر، عبر ما وصفه بآلية "إعادة الإنتاج"، التي تقوم على تأويل النصوص بالشخص، وتحويل الرمز إلى نسب، ثم تحويل النسب إلى سلطة، وصولاً إلى تجريم المعارضة باعتبارها خروجاً دينياً.
وأضاف أن هذا النهج يجعل المعارض لا يقف أمام حكومة، بل أمام ما يُصوَّر على أنه "إرادة الله"، وهو ما يعمّق خطورة الأزمة ويضاعف من آثار انهيار الدولة.
وأشار القانص في تغريدة أخرى إلى أن انهيار النظام منذ عام 2011 أدى إلى سلسلة من الانهيارات المتلاحقة، شملت الدولة والوحدة والقيم والأخلاق والقبيلة، ما أفسح المجال أمام المليشيات للسيطرة على مقدرات الدولة وتوظيفها لصالحها لا لصالح الشعب.
وأكد أن ما يحدث في الجنوب اليوم هو محاولة للبحث عن دولة من بين ركام دولة الوحدة المنهارة، معتبراً ذلك نتيجة حتمية لمسار الانهيارات التي عاشتها البلاد خلال العقد الماضي.