• الساعة الآن 03:44 AM
  • 8℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أصول التوظيف عند أنصارالله.. آل علوي أنموذجا

news-details

خاص – النقار

من عجائب سلطة جماعة أنصار الله أنها كانت ومازالت وستظل عبارة عن (HR) جاهز كامل وافٍ للحبايب من الأقرباء والأصدقاء والأولياء، ثم تتحدث عن "الفساد" ومكافحة الفساد ومقارعة الفاسدين كجزء من أولوياتها.

في هيئة الأوقاف تجد كل أصناف الفساد ماليا وإداريا ووظيفيا، إلى حد أن مندوبين عن الهيئة يقرعون أبواب بيوت الناس ليخبروهم بأن الأرض التي عليها البيت هي "وقف"، وأن عليهم إخلاء المنزل من أشخاصه ومحتوياته، حتى لو لم يكن وقفا، وحتى لو كان وقف بالفعل، فهل تذكّر "المحيرف" الآن دَين أبوه؟ وإذا نزلت إلى الشارع ووقفت على تجارب بعض المواطنين مع هيئة الأوقاف، سيقولون لك إن الهيئة التي تأسست في يناير 2021 أصبحت تمارس كثيرا من أعمالها على مبدأ "التهبّاش" كما نقول في العامية. 

الآن لدينا ما تكشّف وما خفي هو أعظم بالتأكيد. لدينا عدد من "آل علوي" الذين غزوا هيئة الأوقاف، ويحتلون مناصب عليا في هيئة واحدة، وبمخصصات مالية كبيرة وسيارات ومساكن ومراتب وبنادق "لزوم الهضربة الوقفية" والذي منه من احتياجات المشرف الأنصاري ليكون مشرفا.

ما هو واضح حتى الآن أن أربعة إخوة من بيت واحد هو بيت علوي، يحتلون مناصب مدراء إدارات، هم "شرف وأشرف وشريف ومشرف"، وما أشرف هذه القائمة الشرفيةالتي من المؤكد أنها تطول ولا تنتهي بهم، وتضم خالهم مدير الإدارة، كما تضم على رأسها "وليد علوي" مدير عام مكتب أوقاف صنعاء، ويبدو اسم "وليد" غريبا في مائدة الأشراف، لكن موضوعنا هو الاسم الأخير "علوي".

من الذي فتح الأبواب لـ"الإخوة علوي" لدخول هيئة الأوقاف دفعة واحدة واحتلال المناصب وكأنها مناسبة أسرية سعيدة وليس عملا رسميا في مرفق حكومي يتطلب التراتبية الوظيفية والكفاءة القانونية، والخبرة، وربما أن سلطة جماعة "أنصار الله" لا توضح في أوراقها الكسرة في كلمة "الخِبرة" فيقرأها الأنصار "الخُبرة" ثم يذهبون جميعا سعداء إلى المؤسسة أو الهيئة الحكومية لغزوها وكأن الهيئة تسع من الحبايب ألف.

وعلى سبيل المثال تذكر المعلومات المتداولة أن "أشرف علوي" وهو أحد مدراء الإدارات في مكتب أوقاف صنعاء، جاء "من الشارع" مباشرة إلى منصبه كمدير إدارة، وحصل على شقة وسيارة قيمتها 102,000 ريال سعودي، و400,000 حافز شهري، بينما يتم تخوين كل مواطن يطالب براتبه الحكومي الذي قد لا يتجاوز 60 أو 70 ألف ريال، ويتم حبس كل مواطن يقول إن الفساد يستشري في صنعاء.

هل أصبحت هيئة الأوقاف حكرا على فئة أو شللية دون أن تراعي مهامها التي تستوجب خدمة مصالح الشعب وبيوت الله والوقف؟ لماذا لا تكاشف هيئة الأوقاف المواطنين بالأموال التي تعود إليها وتنتفع بها وتوضح مصارفها؟ أم أنه كُتب على كل "هيئة" أن تكون خزينة ربحية تنتفع بها الجماعة حصرا وتغذي مشاريعها اللامشروعة؟ 

دعوكم مما يفعله الإخوة علوي في هيئة الأوقاف، فالأهم من ذلك هو ما الذي تفعله الجماعة؟ تقوم بتعيين وتنصيب فئات بعينها في مختلف المؤسسات والدوائر والهيئات بل والشركات الخاصة والمنظمات غير الحكومية التابعة للأمم المتحدة توظيفا بفرض القوة، بينما يبحث نصف شباب اليمن عن وظائف! أين منطق الدولة التي تتحدث عنها الجماعة وزعيمها عبدالملك الحوثي في خطبه؟ اختزلت الجماعة نفسها في مكتب "إتش آر" لانتقاء من يجب توظيفهم ومن يجب استبعادهم، واختيار الأتباع والموظفين وفقا للفئة والعرق ودرجة الولاء، بصورة مقززة لم يشهدها اليمنيون في أي عهد جمهوري سابق.

لم يتصالح "أنصار الله" مع كل عباد الله، فكيف يتصالحون مع منطق الدولة؟ وصلنا إلى مرحلة أصبحنا فيها نبحث عن الكفاءات القابعة في عنابر السجون أو النائمة في البيوت! أصبحنا نستغرب تولي شخص منصبا رفيعا وهو ينتمي إلى فئات "ثانوية" بالنسبة للجماعة العنصرية، إلا أن هذه الغرابة تتلاشى بمجرد أن نعرف أن هذا الشخص ليس إلا ديكورا "هامشيا" ضمن الإطار الهندسي الظاهري لـ"المسيرة الغوجانية".

 

شارك الخبر: