قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الثلاثاء، إن إسرائيل ستنفذ عملية عسكرية ضد حماس في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق أو هدنة.
و كانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجّل العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مرتين على ضوء مفاوضات صفقة التبادل.
وقالت إذاعة الجيش إن إسرائيل قررت عدم إرسال وفد إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات وإنها تنتظر رد حركة حماس على المقترح المصري المتوقع مساء الأربعاء.
وأشارت صحيفة يديعوت احرونوت إن الـ 72 ساعة القادمة هي الحاسمة في اتخاذ القرارات المصيرية
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية ترفض دخول الجيش الإسرائيلي إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي تفاصيل المقترح المصري أشارت الصحيفة إلى أنه يفيد بعدم وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة التي تفصل شمالي قطاع غزة عن جنوبه.
وأوضحت أن إسرائيل وافقت على سحب قواتها من ممر نتساريم الذي يفصل بين شمالي وجنوبي قطاع غزة.
وذكرت أنه سيتم تفتيش العائدين إلى شمالي قطاع غزة من قبل القوات المصرية مشيرة إلى أن إسرائيل ستستخدم أجهزة مراقبة.
وكان وفد حماس قد غادر القاهرة عائدا إلى قطر " للتشاور بالأفكار والمطروح على المقاومة، وقال مصدر في الحركة لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته "نحن معنيون بالرد بأسرع وقت ممكن" .
وقد أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أمله في أن تقبل حماس مقترح الهدنة والتبادل الأخير الذي وصفه بأنه "سخي جدا".
كذلك دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الاثنين، حماس للموافقة على الصفقة المقترحة، حيث قال إنها تلقت عرضاً يقضي بوقف لإطلاق النار لمدة 40 يوماً وإطلاق سراح "ربما آلاف" السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهر التوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس، لكن حراكاً دبلوماسياً في الأيام الأخيرة بدا وكأنه يوحي بوجود دفع نحو وقف الأعمال العدائية.
وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن تفاؤل مصر بشأن مقترح الهدنة في قطاع غزة.
وقال على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، إن القاهرة تنتظر ردا على الاقتراح من إسرائيل وكذلك من حركة حماس.
جولة بلينكن السابعة
يقوم وزير الخارجية الأمريكي بجولته السابعة في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، ووصل بالفعل إلى السعودية وبعد ذلك الأردن وإسرائيل للوصول إلى وقف إطلاق النار واتفاق عودة المختطفين.
ودعا بلينكن الجانب الإسرائيلي لبذل جهود أكبر من أجل زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وقال بلينكن خلال اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي في الرياض، إنه سيستغل رحلته الحالية إلى الشرق الأوسط، "للضغط على القادة الإسرائيليين في هذه القضية"، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء.
وأضاف: "على حماس أن تقرر سريعا موقفها من مقترح تبادل المحتجزين".
وبحسب وزارة الخارجية فإن بلينكن سيجتمع في الرياض مع زملائه من الخليج وأوروبا، لدراسة خطط إعادة إعمار غزة في اليوم التالي للحرب وغيرها من النقاط المهمة.
وشدد على إصرار الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن تفعل إسرائيل المزيد، وأن بايدن أكد على ذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، وقد طرأ بعض التحسن (في الموقف الإسرائيلي)، وإن كان ذلك ليس كافيا.
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على الجولة بأنها تتضمن العمل على وقف إطلاق النار في غزة وبحث مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وكلاهما مرتبط ببعضه.
وقالت الصحيفة إن التطبيع مع السعودية، وتشكيل قوات حفظ سلام عربية وتحالف أمني تقوده الولايات المتحدة في المنطقة ضد إيران، "سيكون له ثمن مختلف يتضمن التزام الحكومة الإسرائيلية بالعمل في اتجاه دولة فلسطينية وسلطة فلسطينية، بالإضافة إلى دمج إسرائيل في التحالف الأمني العربي الإسرائيلي بقيادة أمريكية".
حماس وإلقاء السلاح
وفي تطور لافت في موقف حماس تجاه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية مصرية، صرحت شخصيات قيادية في الحركة أن حماس مستعدة لنزع سلاحها إذا حصل الفلسطينيون على دولة مستقلة في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" المقيم في إسطنبول، باسم نعيم، لشبكة سي إن إن الأمريكية، في وقت سابق، إن الحركة ستوافق على نزع سلاحها إذا أنشئت دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف نعيم "إذا تم إنشاء دولة مستقلة وعاصمتها القدس مع الحفاظ على حق العودة للاجئين فمن الممكن دمج كتائب القسام في الجيش الوطني (المستقبلي)"، في إشارة إلى الجناح المسلح للحركة.
وكان موقف حماس التاريخي يرفض حل الدولتين الذي سيؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ودعت بدلا من ذلك إلى إنشاء دولة فلسطينية في كل "فلسطين التاريخية" التي تشمل اليوم إسرائيل والضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة.
انقسام في إسرائيل
قال مسؤول إسرائيلي إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أوضحت للوفد المصري أنها مستعدة لإعطاء "فرصة أخيرة" للتوصل إلى صفقة، وأنها أعطت الضوء الأخضر تقريبا لكل ما عرضه الوفد المصري، بحسب صحيفة يسرائيل هيوم.
لكنْ هناك انقسام داخل حكومة الحرب الإسرائيلية في التعامل مع الخطة المصرية، ويتزعم المعسكر الرافض لاتفاق وقف إطلاق النار وزير المالية بتسلئيل سموتريش، رئيس الصهيونية الدينية/هتصيونوت هداتيت، الذي وصف الخطة المصرية عبر حسابه على منصة إكس بأنها "استسلام تام لإسرائيل ونصر كامل لحماس"، وأضاف بأنه "لن يحدث".