التعصب الديني أو المذهبي الخطر الأكبر الذي يهدد الأجيال والمستقبل.
كنا ننشد جيلا لا أثر فيه للظلم والبغض والفقر والحسد والنزاع والموت، جيل يسود فيه الحب والعدل والإخاء والمساواة يتسلح بالعلم والمعرفة، والمدنية المتحضرة يتعايش مع مجتمعه، ومحيطه والعالم الذي اصبح بين متناول يديه.
ما يحدث عكس كل ما كنا نحلم فيه، أصبحنا أمام جيل يؤدلج بمناهج طائفية، ودورات مذهبية تعزز فيه ثقافة البغض وشعارات الموت، تنزع منه روح المحبة والتعايش، يؤمن بالتميز ما بين سيد ومسود ومقدس يجب طاعته، غير قابل للتعايش مع من يختلف معه في الفكر والمنهج، لا يهتم بالعلم والمعرفة بقدر اهتمامه بثقافة ومنهجية الجماعة، لا يرى العالم من حوله إلا بصورة العدو الكافر الملحد أو المارق عن تعاليم الدين المتمثل في آل بيت النبوة، أو المتآمر على الدين من أدوات الصهاينة والنصارى والكفار الواجب جهادهم حتى يسلموا بالولاء والطاعة لمن هم مسلمين له.
فأين نحن من كل هذا الذي يحدث لهذا الجيل الذي يتم أدلجته، كنا نأمل أن يكون هو المنقذ بينما اصبح هو الرعب الذي يهدد المستقبل؟