بالنسبة لي لقد غسلت يدي منهم ولم أعد أثق في أحد، ولم أعد أصدق أي حرف لهم..
سنوات وسنوات ونحن ننتظر الصدق وننتظر العدل وننتظر المساواة وننتظر تطبيق عهد الاشتر.
سنوات ونحن نغالط انفسنا ونقول سوف تسير الامور غدا للاحسن.. للافضل.. للاعدل..
ضحكنا على انفسنا عام بعد عام وبعدها أعوام.. لنقنع انفسنا وقلوبنا وانتظارنا ونجبر خاطر صبرنا ونضحك على ألمنا وتضحيات شعبنا وحرمان عدوان.. ودماء شهداء.. بأن القادم أجمل..
انتظرنا كل ذلك ..
ولم نجد غير الظلم والفساد ينخر.. والاستقواء والكذب يعظم..
وقلة الحياء والمناطقية تتبجح أكثر..
وتمكين المتردية والنطيحة والمزرية يتوغل.. وانانية ضباع تتناوب في نهش وطن يئن وشعب صابر محترم.
لنجد انفسنا كل يوم نغوص أكثر ونجد انفسنا بين ترهيب واتهام أو تنمر وتصنيف عنصر..
ونجد المعتوه يتهم العاقل..
والجاهل يأم المتعلم..
والفاشل يوجه الراجح..
ومهرب الحشيش يطارد العفيف..
لقد خدعنا.. نعم خدعنا.. هذه هي الحقيقة.. وكفاية ضحكنا على أنفسنا كل هذه السنوات منتظرين للوهم..
يكفي ترديد عتسبر بكرة عتسبر بعده، ولنا سنوات نمارس هذا الضحك المحزن.. ولا نريد الاعتراف بأن ما كنا نحلم به وننتظره (اندثر) بسبب انانية شلة وعنصرية منطقة وتطبيل متسلقين فشلة.
اندثر ومات مشروع الدولة.. اندثر عند استشهاد مشروع الدولة (يدا تبني ويدا تحمي).. وتمكن مشروع (يدا تتهم ويدا تعتقل).
هذه هي الحقيقة المرة التي لا نريد الاعتراف بها..