• الساعة الآن 09:50 PM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

العراسي في قبضة "زوار الفجر" ودغسان حر طليق

news-details

 

 

لم يستطيعوا الصبر فجاء الأمر أخيرا. لا يستحون ولا يشعرون بقليل من الخجل. في المساء يدينون قمع الحريات في أمريكا وفي الفجر يعتقلون خالد العراسي. أطقم وباص معكس وسيارة أدلة جنائية وعسكريون ومدنيون وشرطة نسائية. كل هؤلاء يقتحمون عند الفجر شقة الناشط والإعلامي خالد العراسي. هذه القوة كافية لاقتحام مدينة وليس اقتحام شقة في حي الرباط يفتح بابها الابن بعد طزقات غاضبة ليقذف به خارجا ويدخل الأباة الحماة يكلبشون العراسي ويأخذون تليفونه ويغادرون معه تاركين ابنه في حالة ذهول.

استفاقت أسرة العراسي وأصدقاؤه على خبر الاعتقال، على خلفية كشفه صفقة. السموم الاسرائيلة الفاسدة والقاتلة.

"توقفوا عن قتلنا.. المبيدات إبادة جماعية" ذاك عنوان المنشور الأخير للعراسي أمس على منصة فيسبوك مشيرا إلى أن "الذين يخدمون العدوان فعلا هم الذين أغرقونا بالمبيدات.. تجارا ومهربين ومسؤولين بوزارة الزراعة ومسؤولين داعمين ...الخ، هم الذين يخدمون العدوان هم كل من ساهموا في تدفق هذه السموم إلى الوطن".

العراسي أكد في منشوره أن "هناك جرائم حدثت والحلول تبدأ بالاعتراف بالمشكلة ثم اتخاذ اجراءات من شأنها أولا وقف استمرار الجرائم وثانيا محاكمة ومعاقبة الجناة"، مخاطبا سلطة الجماعة بالقول: "كيف يمكن أن نصدقكم بأن هناك اهتمام على اعلى مستوى في السلطة ولم نلاحظ أي إجراء باستثناء المحاكمة في محكمة الأموال العامة بشأن قضايا قديمة منظورة منذ ستة أعوام؟... لا تتهموا كل من يتناول الموضوع بأنه ممول من العدو، فالعدو هو الذي أغرقنا بهذا الكم الهائل من المبيدات القاتلة للبشر والمدمرة للأرض والشجر، والملوثة للمياه الجوفية وللبيئة...

اخرجوا من دائرة المغالطات والتدليس والتملص واتخذوا إجراءات حازمة وصارمة. لا نريد ان نسمع أعذارا".

ويبدو أن تلك الإجراءات الحازمة والصارمة التي طالب بها العراسي طبقوها بحذافيرها، لكن ليس ضد المتواطئين في إدخال المبيدات وإنما عليه نفسه، حيث اقتيد مباشرة إلى جهاز الأمن والمخابرات.


 

دغسان ينتصر

في أوج ما يحدث في قضية المبيدات السامة وتورط التاجر دغسان أحمد دغسان وبقية الدغسانيين في صفقاتها وشحناتها بتواطؤ جهات رسمية، وفي ذروة غضب وتفاعل المجتمع بأكمله مع تلك القضية الحساسة والهامة التي تتعلق فيها حياة آلاف الأرواح، تواصل سلطة صنعاء إسكات الأصوات التي تتحدث عن تلك القضية بالتهديد والترغيب كون تلك الأصوات أزعجت التاجر دغسان كثيرا وبالتالي لا بد من إسكاتها.

يدفع خالد العراسي ثمن ذلك الإزعاج للتاجر دغسان. من ضمن ما كان يريد العراسي أن يسمعه من سلطة صنعاء هو "توجيه رئاسي للنائب العام ولرئيس مجلس القضاء الأعلى بتحريك البلاغات والشكاوى والقضايا الموجودة لديهم سابقا ولاحقا (مثل قضية دفن مبيدات في حي الجراف، وقضية تصرف أحد التجار بمبيدات محظورة بعد التحرز عليها، وقضية الأربعين الطن من المبيدات المحظورة والمنتهية التي وجدوها في مبنى أحد التجار وأطنان أخرى من المبيدات المنتهية التي وجدوها لدى تجار آخرين ....الخ من القضايا التي تم إغلاقها بضغوط بل وتم التوجيه بإعادتها لأصحابها وإقالة من وجهوا بالمداهمة)، بالاضافة إلى ما يتم تناوله وتداوله في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية بما يؤدي الى كشف الحقيقة الكاملة ومحاكمة الجناة"، فجاءه الرد سريعا بأن تم اعتقاله والزج به في سجن المخابرات، وربما بتوجيه من التاجر دغسان، حيث هو المنتصر دائما وهو صاحب الصوت الذي لا يُرد وربما هو الصوت الحاكم الفعلي.


 

تضامن بطعم القهر

حملة تضامن واسعة مع خالد العراسي أدانت اعتقاله وحملت سلطة صنعاء وتحديدا مكتب المشاط ومدير مكتبه أحمد حامد وجهاز الأمن والمخابرات مسؤولية سلامته.

"بدلا من التحقيق مع تجار المبيدات يتم اعتقال الصحفيين الذين كتبوا عن مخاطر المبيدات"، ذاك ما قاله الكاتب والناشط الحقوقي وعضو اتحاد الأدباء والكتاب أحمد ناجي أحمد، معلقا على اعتقال سلطة صنعاء للناشط خالد العراسي.

أما السياسي نائف القانص فكتب تحت عنوان "‏وفي أمة الظلم يغدو الشرع والقانون أداة الأقوى" أن "عصابة الفساد تجار المبيدات الصهيونية المسرطنة المسيطرون على الدولة ومقدراتها في صنعاء، تعتقل المقاوم للفساد والفاسدين الكاشف للمفسدين بالادلة القطعية الموثقة في طرحه الذي لم يتهم أحدا دون أن يكون لديه الدليل القطعي حتى أصبح الجميع يحترمه ويقدر دوره الوطني وشجاعته في مقارعة الفساد من داخل صنعاء".

واختتم بالقول: أكدنا لكم سابقا أن هذه الجماعة التي خدعنا فيها واعتقدنا ظلماً أنها ظلمت، لكنها بعد أن تمكنت مارست ظلم وفساد ما لم يمارسه أحد من قبلها ولا أعتقد أننا سنرى في المستقبل من يصل إلى مستوى ظلمها وفسادها ودكتاتوريتها".

الناشط رويشان القاضي كتب مستغربا: ‏‎بدلا من اعتقال دغسان أحمد دغسان وشركاه بأوامر قبض قهري صادر من المحكمة، تم اعتقال القلم الحر خالد العراسي بدون أمر قضائي!".

المذيع في قناة الساحات التابعة للجماعة عبد الحافط معجب كتب متسائلا: ‏"هل صحيح أن ‎زوار الفجر اختطفوا الصحفي ‎خالد العراسي من داخل منزله صباح اليوم في العاصمة صنعاء؟" ليجيبه محمد عبد الكريم الخيواني بالقول: "‏‎ويتم تلفيق تهمة ساذجة له كما وصلني من معلومات".

وبحسب جواب الخيواني يبدو أن "زوار الفجر" هؤلاء لا يزورون إلا وقد أعدوا للأمر عدته. والويل لمن تسول له نفسه اتهام دغسان أو غيره من تجار الجماعة أو مسؤوليها، عندها لا يلومن أحد إلا تلك النفس التي سولت له.

شارك الخبر: